- ليس فقط بما تثيره من حماس وغضب، وإنما لأسباب، وأشكال، عديدة أُخرى: تُشبه “المصارعة” ذلك النوع من الكتابات الصّحفيّة القائمة على “الكليشيهات” والعبارات الفاقعة بكلمات واضحة جليّة لا تحتمل من الدّلالات أبعد من طرف أنفها شيئًا!.
- مثل تلك الكتابات، وبما تُحدثه من هرج ومرج فارغين غالبًا، وبما تتصف به من تعليب مزركش، والزركشة هنا للتمويه، والتّمويه هنا لمحاولة بيع القوالب الميّتة على أنها قلوب حيّة!. مثل تلك الكتابات تمنح أصحابها شهرةً وجماهيريّةً وصِيتًا شعبيًّا أعلى بكثير ممّا تستحقه كتاباتهم الخالية من أي عمق، والتي لا تحمل أفكارًا حقيقيّة مشغولة بتأمّل من أي نوع تقريبًا!.
- كلّ ما في أمر هذه النوعيّة من الكتابات أنها تعلك مفاهيم سابقة لها طابع شعبي، تعبوي!. تعيد صياغتها بدغدغة مشاعر سطحيّة لجمهور يطلب تأكيد صحّة ما لديه من معلومات ومفاهيم وقناعات، ولا يريد مناقشتها أو مساءلتها أو إقامة أي حوار فكري يمكن له زحزحتها أو التشكيك في صوابها!.
- في كتابه الرائع “أسطوريّات”، وجدت عند “رولان بارت” وصفًا مذهلًا للمصارعة الحرّة. لقيتني، دون أن أدري أو أقصد، كلّما قرأت سطرًا من الوصف، يظهر لي من بين السطور وجه كاتب من هذه النوعيّة التي أحدّثكم عنها!.
- الحديث هنا ليس عن المصارعة النّظاميّة، لكن عن المصارعة التّجاريّة، تلك التي تُبَثّ برامجها على التلفزيونات، وتحظى بمتابعة جماهيريّة يستغرب كثير من الناس، وأنا منهم، مدى طغيانها وحجم هَوَس الناس بها، بل وبحنقهم من، وعلى، أي شخص يخبرهم بأنها لعبة مكشوفة؛ متّفق عليها من جميع أطرافها!.
- ذلك أنّ المصارعة النّظاميّة “لعبة رياضيّة”!، بينما المصارعة، التّجاريّة، أو غير النّظاميّة “عرض مسرحي”!. في الأولى لا حاجة، وربما لا سبيل، إلى المبالغة، بينما في الثانية الأمر كلّه قائم على المبالغة!. الجمهور يريد ذلك ولا يكاد يفهم، أو يُعجب، بغير ذلك!.
- الكتّاب الذين تُشبِه كتاباتهم هذا النوع من المصارعة، هم من المهووسين بعبارات منتفخة بالحسم ومزركشة بالسجع!. يدورون حول مواضيع تحظى بجماهيريّة سابقة شبه مؤكّدة، يشعر واحدهم بالزهو وهو يكتب شيئًا كهذا: “ذهبت أُمّة السيف وأتت أُمّة الزّيف”!. ويصفّق الجمع ويُستثار!.
- عناصر المصارعة في المقولة السابقة: “أمّة ذهبت” و”أمّة أتت”!. والحلبة: السّجع “السّيف/ الزّيف”!. ومع أنّ السّيف يمثّل القوّة، لكن المعنى واضح وجليّ، المصارع هنا يمثّل القوّة “القانونيّة”!، حيث العقل الجمعي مطمئن إلى “عدل” أُمّة السيف!. بينما المصارع الثاني يمثّل البطش الشّرير المتحايل و”غير القانوني”!. السّيف يمثّل الماضي التّليد، بينما يمُثّل الزّيف الحاضر البليد!.
- ينتصر الظلم على العدل بقفزة سجع هائلة، يهوي بها على رأس العدل!. الجمهور يصفّق للكاتب، لأنه استهزأ بالنتيجة!. لا يريد هذا الجمهور تفكيك اللعبة، يُنكر أنه مُتَفق عليها، من الكاتب والكلمات والجمهور نفسه!. يغريه مشهد السّجع، ويعتبره انتصارًا لبطل تُراثي يسكنه!. بطل أسهم في صُنعه، إلى حدّ كبير: كسل البحث، والخوف من إعادة فتح الملفّات وقراءتها، والرّكون إلى بلاغة المنابِر!.
- من الآخِر، ودون حاجة لضرب أمثلة: هل غيّر كاتبك المفضَّل رأيك في شيء ولو مرّة واحدة، أم ظلّ يؤكّد قناعاتك ويؤازر مواقفك المدرسيّة، ويؤيّد رؤيتك المنبريّة!، لا يفعل أكثر من زركشتها بكلمات تعتمد أغلب ما تعتمد على السجع والجناس والتضاد؟!.
ما لم يُغيّر كاتب رؤيتك، ما لم يُزحزح فكرة سابقة لديك من مكانها، ما لم يُثر شكوكك ويحرّضك على البحث والتأمّل بطريقة جديدة، من زوايا جديدة، فهو من نوعيّة كتّاب المصارعة التّجاريّة، وأنت من جمهورها، والسّلام ختام!.
- مثل تلك الكتابات، وبما تُحدثه من هرج ومرج فارغين غالبًا، وبما تتصف به من تعليب مزركش، والزركشة هنا للتمويه، والتّمويه هنا لمحاولة بيع القوالب الميّتة على أنها قلوب حيّة!. مثل تلك الكتابات تمنح أصحابها شهرةً وجماهيريّةً وصِيتًا شعبيًّا أعلى بكثير ممّا تستحقه كتاباتهم الخالية من أي عمق، والتي لا تحمل أفكارًا حقيقيّة مشغولة بتأمّل من أي نوع تقريبًا!.
- كلّ ما في أمر هذه النوعيّة من الكتابات أنها تعلك مفاهيم سابقة لها طابع شعبي، تعبوي!. تعيد صياغتها بدغدغة مشاعر سطحيّة لجمهور يطلب تأكيد صحّة ما لديه من معلومات ومفاهيم وقناعات، ولا يريد مناقشتها أو مساءلتها أو إقامة أي حوار فكري يمكن له زحزحتها أو التشكيك في صوابها!.
- في كتابه الرائع “أسطوريّات”، وجدت عند “رولان بارت” وصفًا مذهلًا للمصارعة الحرّة. لقيتني، دون أن أدري أو أقصد، كلّما قرأت سطرًا من الوصف، يظهر لي من بين السطور وجه كاتب من هذه النوعيّة التي أحدّثكم عنها!.
- الحديث هنا ليس عن المصارعة النّظاميّة، لكن عن المصارعة التّجاريّة، تلك التي تُبَثّ برامجها على التلفزيونات، وتحظى بمتابعة جماهيريّة يستغرب كثير من الناس، وأنا منهم، مدى طغيانها وحجم هَوَس الناس بها، بل وبحنقهم من، وعلى، أي شخص يخبرهم بأنها لعبة مكشوفة؛ متّفق عليها من جميع أطرافها!.
- ذلك أنّ المصارعة النّظاميّة “لعبة رياضيّة”!، بينما المصارعة، التّجاريّة، أو غير النّظاميّة “عرض مسرحي”!. في الأولى لا حاجة، وربما لا سبيل، إلى المبالغة، بينما في الثانية الأمر كلّه قائم على المبالغة!. الجمهور يريد ذلك ولا يكاد يفهم، أو يُعجب، بغير ذلك!.
- الكتّاب الذين تُشبِه كتاباتهم هذا النوع من المصارعة، هم من المهووسين بعبارات منتفخة بالحسم ومزركشة بالسجع!. يدورون حول مواضيع تحظى بجماهيريّة سابقة شبه مؤكّدة، يشعر واحدهم بالزهو وهو يكتب شيئًا كهذا: “ذهبت أُمّة السيف وأتت أُمّة الزّيف”!. ويصفّق الجمع ويُستثار!.
- عناصر المصارعة في المقولة السابقة: “أمّة ذهبت” و”أمّة أتت”!. والحلبة: السّجع “السّيف/ الزّيف”!. ومع أنّ السّيف يمثّل القوّة، لكن المعنى واضح وجليّ، المصارع هنا يمثّل القوّة “القانونيّة”!، حيث العقل الجمعي مطمئن إلى “عدل” أُمّة السيف!. بينما المصارع الثاني يمثّل البطش الشّرير المتحايل و”غير القانوني”!. السّيف يمثّل الماضي التّليد، بينما يمُثّل الزّيف الحاضر البليد!.
- ينتصر الظلم على العدل بقفزة سجع هائلة، يهوي بها على رأس العدل!. الجمهور يصفّق للكاتب، لأنه استهزأ بالنتيجة!. لا يريد هذا الجمهور تفكيك اللعبة، يُنكر أنه مُتَفق عليها، من الكاتب والكلمات والجمهور نفسه!. يغريه مشهد السّجع، ويعتبره انتصارًا لبطل تُراثي يسكنه!. بطل أسهم في صُنعه، إلى حدّ كبير: كسل البحث، والخوف من إعادة فتح الملفّات وقراءتها، والرّكون إلى بلاغة المنابِر!.
- من الآخِر، ودون حاجة لضرب أمثلة: هل غيّر كاتبك المفضَّل رأيك في شيء ولو مرّة واحدة، أم ظلّ يؤكّد قناعاتك ويؤازر مواقفك المدرسيّة، ويؤيّد رؤيتك المنبريّة!، لا يفعل أكثر من زركشتها بكلمات تعتمد أغلب ما تعتمد على السجع والجناس والتضاد؟!.
ما لم يُغيّر كاتب رؤيتك، ما لم يُزحزح فكرة سابقة لديك من مكانها، ما لم يُثر شكوكك ويحرّضك على البحث والتأمّل بطريقة جديدة، من زوايا جديدة، فهو من نوعيّة كتّاب المصارعة التّجاريّة، وأنت من جمهورها، والسّلام ختام!.