|


تركي السهلي
الدورة السعودية
2022-01-03
كل شيء مرتبط في هذه الحياة بجودتها والرياضة عنوان ذلك الأوّل. عملت وتعمل الحكومة على تسريع وتيرة المشاريع من أجل أن ينعم الإنسان على هذه الأرض بنوعيّة مختلفة من الخدمات والبُنى. وإذا كانت الجماعات البشرية تهتم بالطريق والمطار والمستشفى والمدرسة فإنّ الاهتمام بالسكّان يتطلّب هواءً نظيفاً وملعباً ومضماراً وممشاً وحديقة ومناخاً مكتملاً لممارسة الهوايات.
وحسب إحصائيات وزارة الصحة لعام 2020، بلغت معدلات السمنة بين السعوديين 59%، تخطى 28.7% منهم مصطلح زيادة الوزن وأصبحوا بدناء فعليًا، و31% يعانون زيادة في الوزن وذلك في الفئة العمرية من 15 عامًا فما فوق، أما نسبة السمنة في الأطفال ما قبل الالتحاق بالمدرسة فبلغت 6%، بينما وصلت بين الأطفال في سن الدراسة إلى 9.3%.
ويبلغ عدد السكان أكثر من 35 مليون نسمة تُشكّل الفئة العمرية الشابّة النسبة الأكبر.
والرياضة ليست من أجل تعزيز الصحة فقط إذ إن الأمر يتعدّى ذلك لأنه يصل إلى مرحلة بناء الهوُيّة وتكوين مجتمع مليء بالمواطنة وشعور الانتماء حين الانتصار والكسب.
ثم علينا أن نتذكّر شخصاً مثل طارق حامدي وكيف حوّل لعبته وفوزه في أولمبياد طوكيو 2020 إلى تفوّق ذاتي وجمعي بكل زواياه وأبعاده. ومن هنا نقرأ على نحو مختلف إعلان اللجنة العليا المنظمة لدورة الألعاب السعودية الأولى عن موعد إقامة الدورة خلال الفترة من 10ـ 20 مارس المقبل، وبجوائز مليون ريال للذهبية و300 ألف للفضية و100 ألف للميدالية البرونزية. إنّ التقدير المادي والمعنوي دافع كبير للبطل الأولمبي دون أن نغفل المحضن المناسب للبناء الرياضي. واليوم، نحن نرسم الطريق الحقيقي البعيد عن الخطط غير الواقعية وغير المُعالجة للمشاكل وعوائق التكوين البدني بتأسيس منافسة ومنشأة وممارسين لتكون المعادلة مكتملة بكل بساطة.
لقد خطت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية بخطوتها هذه إلى مناطق واسعة من السير نحو جمع كُل المكوّنات الفردية لتحقيق النصر، ورفع الراية، وعكس الصورة الصحيحة عن مجتمع حيوي وفعّال.
إنّنا في مرحلة هائلة من حيث توفير جودة الحياة لسكان وزوّار المملكة عبر تمكين قطاعات الثقافة والتراث، والرياضة، والترفيه، والسياحة، إضافة إلى الهوايات وتطوير القطاع البلدي، بما يتضمن أنسنة المدن، وتحسين المشهد الحضري، والارتقاء بالخدمات المقدمة وذلك بهدف تأمين نوعية حياة رفيعة. وكل هذا يتطلّب انخراط المجتمع في الاستفادة من الممكّنات والدفع بها نحو المشاركة كي نحصل على أفراد منسجمين مع البيئة بما فيها من متغيّرات ومؤشرات لتثبيت النمط الحياتي.