رجل الاستثمار التاريخي في الترفيه يتحدث عن الرحلة الطويلة
الحكير: أمنية 50 عاما.. تحققت
أدخل قبل أكثر من 50 عامًا أول مدينة ترفيهية، لم تتجاوز مساحتها خمسة آلاف متر مربع، إلى السعودية، وقد وُصفت خطوته في ذلك الوقت بـ ”المغامرة”، كون الترفيه لم يكن معروفًا في البلاد حينها، حيث جازف بالسير في هذا المجال على الرغم من المعارضة والعوائق التي واجهها.
واليوم أصبح ذاك الشاب الطموح واحدًا من أكبر رجال الأعمال الناجحين في قطاع الترفيه والسياحة ومجالات أخرى في السعودية.
عبد المحسن الحكير في حواره مع “الرياضية” قلَّب أوراق الذكريات، وتحدث عن موسم الرياض، وقدَّم رسالته للقائمين عليه، كما تطرق إلى مستقبل الترفيه في السعودية.
01
وأنت تشاهد التطور الكبير في صناعة الترفيه في السعودية، خاصةً في موسم الرياض، ماذا يتبادر إلى ذهنك وأنت أحد مؤسِّسي الترفيه في البلاد؟
ما أشاهده اليوم في بلادي من تطور في صناعة الترفيه كان أمنية لي قبل 50 عامًا، والحمد لله أصبحت واقعًا. عندما كُرِّمت في موسم الرياض الماضي من قبل المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العام للترفيه، قلت وقتها إن هذه ليلتي وحلم حياتي بأن أشاهد هذا التطور الكبير في الترفيه.
02
ما أكثر الصور التي كانت تزعجك في الترفيه سابقًا؟
الهجرة الجماعية من قبل المواطنين بحثًا عن الترفيه في الخارج، لكن هذه الهجرة أصبحت الآن هجرة عكسية، والفضل لله سبحانه تعالى من ثم للقيادة الرشيدة والمجهود الكبير الذي يقدمه القائمون على الترفيه والسياحة.
03
ما الصعوبات التي كانت تواجهكم في صناعة الترفيه في الأعوام الماضية؟
كنّا نواجه صعوبات عدة، لكنها تلاشت الآن ولله الحمد، ويجب أن يدرك كل مسؤول ومواطن أن الترفيه صناعة أسرة وشباب، ودول كاملة لا تعتمد على النفط بل على الترفيه والسياحة، ولدينا حاليًّا صناعة كبيرة في السياحة ستكون إيراداتها منافسة للنفط، ونحن لدينا كافة المقومات السياحية وتنوع المناطق الجغرافية والمناخية، وبلدنا قارة وليست دولة، ويضم 15 منطقة، كل واحدة منها لها مزاياها وطبيعتها.
04
ماذا كان ينقص السعوديين حتى يصبح الترفيه في وطنهم الخيار الأول؟
السعودية كما أسلفت تضم مقومات السياحة كافة، وجائحة كورونا جاءت بفائدة على الرغم من أضرارها بالطبع. الفائدة هي بجعل السعوديين يزورون مناطق عدة في بلدهم، ويكتشفون المدن والمواقع السياحية فيه، كما أصبح هناك تبادل للزيارات بين المناطق للتعرف عليها، وهذه نعمة كبيرة، والحمد لله ما نشاهده الآن من تطور في الترفيه يدفع الجميع إلى أن تكون سياحتهم داخلية.
05
حدِّثنا عن بداياتك في صناعة الترفيه متى كانت؟
كانت في الستينيات الميلادية من القرن الماضي من خلال مركز ترفيهي بسيط إلى جانب مقر وزارة المالية في مدينة الرياض، مساحته لم تتجاوز 5 آلاف متر مربع، وكان يضم ألعابًا خفيفة، بعدها توسعنا في شارع خريص شرق الرياض، وكان وقتها “كورنيش الرياض”، وبعد أعوام طويلة انتقلنا إلى الربوة، من ثم إلى جدة والشرقية ومناطق السعودية كافة، وأعتز بأن لي في كل منطقة إخوة وأهل ومكان وهذا بفضل الله ومن ثم قيادتنا.
06
كيف خطرت لك فكرة إدخال الترفيه إلى البلاد قبل أكثر من 50 عامًا؟
من خلال زيارتي عددًا من الدول القريبة والبعيدة، تكوَّن لدي سؤال وهو: لماذا لا يكون في بلادي مثل هذا النوع من الترفيه، وأن تكون السعودية مثل بقية دول العالم في المجال؟ لقد شاهدت شعوب العالم تتهافت على مراكز الترفيه والسينما، وأحببت أن أنقل التجربة إلى بلدي، والحمد لله وفقت حينها، وأصبحت بلادنا أفضل بكثير من بقية دول العالم التي سبقتنا في الترفيه.
07
هل واجهت اعتراضات وقتها كون الأنشطة الترفيهية لم تكن منتشرة في السعودية؟
نعم كانت هناك عوائق وبعض المعارضات لكني لم أهتم بها، ولم ألتفت لهم حينها، والحمد لله نجحت في تلك المساعي، والآن المعارضون يتمنون لو أنهم عملوا في الترفيه مثلي.
08
الحراك الترفيهي في موسم الرياض.. كيف تصفه؟
ليس موسم الرياض فقط بل الأنشطة الترفيهية والسياحية في العلا والشرقية وجدة والمنطقة الجنوبية والشمالية ومناطق السعودية كافة أيضًا، أصبح هناك جذب سياحي وترفيهي وهذه صحوة حقيقية.
09
قلت إن أمنيتك تحققت بعد عشرات الأعوام في الترفيه.. ما أكثر الصور التي تسعدك؟
مشاهدة المواطنين والمقيمين مستمتعين بالترفيه داخل السعودية بدلًا من هجرتهم السياحية إلى الخارج، وأيضًا سُعدت كثيرًا عند مشاهدتي في موسم الرياض وبقية المناطق التي زرتها كثيرًا من أشقائنا في دول الخليج العربي والعرب وبقية دول العالم من السيّاح وهم يزورون بلادنا. هذا البلد أرقى بلد في العالم، أعطاه الله سبحانه كل مقومات الحياة والعزة، وأسَّسه الملك المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز ووحَّده بفضل الله، وهو أب لكل أسرة سعودية ومقيمة، وجاءت الأجيال من بعده لتسير على خطاه، واليوم نشاهد الملك سلمان يجدِّد المسيرة ومعه ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وهذا عام التجديد.
10
هل الاستثمار في صناعة الترفيه مجزٍ؟
الفكرة عندما بدأت لم تكن استثمارًا، بل تضحية للبلد، ومن فعل ذلك رزقه سبحانه، ونحن تجار في مجالات أخرى، منها الصناعة والزراعة، لكن ما يقدم في الترفيه جزء للوطن وخدمة مجتمعية والحمد لله وفقنا في ذلك.
11
وأنت الخبير في صناعة الترفيه والسياحة ورجل الأعمال الناجح.. بماذا تنصح الشباب من الجيل الحالي؟
أنصحهم بأن يعملوا في أي مهنة، فقد تكون أفضل من الشهادة الجامعية، وأن يدخلوا في مجال المهن الحرة بكافة أشكالها، فمردودها المادي أفضل بكثير من الوظيفة، والرابح الأكبر من جمع بين المهنة والشهادة.
12
ما المواقع التي زرتها في موسم الرياض واستوقفتك؟
زرت أغلب المواقع الترفيهية، وسُعدت كثيرًا بما شاهدته من تطور وعمل احترافي كبير يدعو إلى الفخر.
13
ما الرسالة التي توجهها لصنَّاع الترفيه في السعودية؟
أولًا أقول إن الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، هو فضل من الله على السعودية لما يقدمه من جهد كبير لخدمة هذا الوطن الغالي، وتحققت رؤيته من خلال ما نشاهد من مشاريع وإنجازات ليست في الترفيه فقط بل وفي شتى المجالات الأخرى، وثانيًا أشكر كل مَن عمل في الترفيه وأتمنى أن يستنسخ منهم مستقبلًا أشخاص يقدمون مثل هذا العمل المميز.
14
في لقاءاتٍ عدة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، ماذا قال لك؟
الملك سلمان ملك قبل أن يكون ملكًا، فمنذ أكثر من 60 عامًا وجهوده تشمل كل بقاع السعودية، ويعرف الوطن جيدًا، وهو صاحب عطاء، وفي كل مرة أقابله يشجعنا ويقول أنتم مجازفون لكنَّ المجازفين هم أهل العطاء، ويدعو لنا بالتوفيق، فحفظه الباري وسدد خطاه ونشكر الله سبحانه على عطاياه.