|


إبراهيم بكري
من «يخوّف» الرئيس؟
2022-01-06
من الأمور التي تجعل رؤساء الأندية يخضعون لـ “صوت الجماهير” عدمُ التفرغ الإداري في الأندية، ما يؤدي إلى اللجوء إلى قرارات معلَّبة، تُنتج في المدرجات، ويكون أغلبها عاطفيًّا، وبعيدًا عن العقلانية، لعدم توفر الوقت الكافي لديهم للوجود في النادي.
لا أقصد هنا التصادم مع الجماهير وتهميشها، بل أن تحرص إدارة أي ناد على معرفة دور المشجعين الحقيقي. ليس طبعًا كما يحدث في بعض الأندية، فالجماهير تجلس على كرسي الرئيس لتقود النادي إلى موسم متعثر رياضيًّا.
تزداد ضغوط الجماهير على رؤساء الأندية عند الإخفاق في المنافسة على بطولة ما، فوسط هيجان المدرج، يلجأ بعض رؤساء الأندية إلى مسكِّنات لا تعالج المشكلة الحقيقية.
ولم يعد إقالة المدرب علاجًا لكثير من مشكلات الأندية، لأن الخلل الحقيقي يكمن في بعض رؤساء الأندية الذين لا يملكون الفكر الرياضي، ولا يستحقون الجلوس على كرسي الرئيس.
يتَّكئ كثيرٌ من رؤساء أنديتنا في قراراتهم على “العاطفة”، لذا لا غرابة في أن يستمر مسلسل الإخفاق في ظل وجود عقليات تتعاطى مع المشهد الرياضي بثقافة “الحب الأعمى”.
كم من رئيس ناد، قبل أي قرار يتخذه، يخشى من ردة فعل جماهيره!
هؤلاء الرؤساء مثل قوارب البحر، تقودها الأمواج إما إلى شاطئ الأمان، أو إلى الهلاك! وأي رئيس مثل هذا، لا غرابة في أن يبقى ناديه بلا هوية.
تحرُّر الإنسان طبيعةٌ بشرية، فالفطرة السليمة ترفض الخضوع لأي شخص مهما كان حجمه، فهل لدينا رؤساء أندية أحرار؟!
أصعب مراحل التحرُّر في رياضتنا عدمُ الخضوع لأصوات الجماهير، وأي ناد تتحكم جماهيره بقراراته، يكون رئيسه مجرد جسد يتحرَّك بـ “الريموت كنترول” و”لا يهش ولا ينش”.
لا يبقى إلا أن أقول:
ليس هناك أي شكٍّ في قيمة الجماهير في المنظومة الرياضية، لكن هذا لا يعني أن يكون القرار في يدها، فدورها ليس صناعته، بل أكبر من ذلك بكثير، فهي التي تقيِّم عمل مجلس إدارة ناديها، وهنا تزداد قيمتها وأثرها وتأثيرها.
العمل الاحترافي لا يؤمن بالعاطفة، وأي رئيس غير خاضع لكائن مَن كان، لا يلتفت إلى أي أحد، ويصدر قرارات فيها مصلحة ناديه بغض النظر عن تأييد جماهيره، أو معارضتها لها.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.