|


تركي السهلي
عقد مثير للتساؤلات!
2022-01-08
لم يكن من أمر لافت في قضيّة اللاعب محمد كنو سوى ما حدث في أرض ملعب الأمير فيصل بن فهد عقب مباراة الهلال والفيصلي على نهائي كأس بيرين للسوبر السعودي وما نشرته “الرياضية” أمس عن الاتصال الذي تم من الملعب من “الداعم المالي الرئيس”. واللافت هو هذا “الداعم المالي الرئيس” الذي لا نعرفه ولم يفصح عن هُويّته ولم يرد اسمه في التفاصيل.
من هو هذا الداعم الذي حسم الأمر وأجبر اللاعب على التوقيع في غرفة الملابس؟. هل قلت إن محمد كنو وقّع العقد في غرفة تغيير القمصان في الملعب المبني في أوائل السبعينيات الميلادية؟
الواضح أن اللاعب الذي بكى وانهار تحوّل أزرق حتى 2025م في وضع يبدو أنّه كان “مثيرًا للتساؤلات”. في الأيّام الأولى من عام 2022م أصبح لاعب سعودي أزرق باتفاق مُبكٍ في غرف تبديل القمصان والاستحمام.
الآن، كيف نقرأ المسألة وكيف نتعامل معها؟
علينا جميعًا أن نذهب إلى ما ذهب إليه الزميل بتّال القوس بوجوب خضوع جميع الأطراف إلى القانون وأن تسير الأمور وفق هذا الأساس. نحن معه في هذا ومع كُل من يطالب بعدم وضع القانون في غرف الملابس وأن يتم إعلاء شأن النظام المحترم المُقدّر.
إنّها لحظة فارقة بين نحن وهُم، بين الذين يرنون إلى العدل وبين أولئك الذين استمرأوا الخداع والفوضى والبطش وإكراه العناصر اللاعبة.
لقد تجاوزت المسألة “الهاتف” الوارد إلى فهد المفرّج عضو مجلس إدارة نادي الهلال المشرف العام على كرة القدم ليلة الغموض تلك، ذلك الزمن القديم لأننا نريد أن يكون “المختبئ” عنصرًا ملفوظًا من الجميع وأن الذي يظهر في النور هو ما نريده أن يسود.
إن “الداعم المالي الرئيس” الذي مارس الضغط لا يشبه زمننا الحاضر بكل ما فيه من عجلة دائرة للقوانين والأنظمة والمساواة ويجب أن نحارب وجوده ولفظ تصرّفاته ومعاقبته بأشدّ العقاب حتى لا يُعيدنا إلى أزمنة “الإخفاء” التي مورست بحق لاعبين.
إن الحقوق التي تنتزع هي تلك المرتبطة بالهوُية والوجود لا بالعلاقة التعاقدية لأن القانون في هذه الحالة مكتوب أساسًا ومعروف ومُعلن والجميع منسجم معه.
لقد وقع خطأ “كارثي” من أحدهم دون أدنى شك وإن عادت الأمور إلينا فإننا سنشير بأصابعنا إلى ذلك “المُهاتف” لأننا لم نر إلاّ عودة لزمن ظننا أننا نسيناه.