|


مساعد العبدلي
العلاقة الأوروبية ـ الإفريقية
2022-01-08
تنطلق اليوم في الكاميرون نسخة جديدة من نهائيات أمم إفريقيا بمشاركة 24 منتخبًا إفريقيًّا، وتستمر المنافسات حتى السادس من فبراير المقبل.
ـ يرى كثيرون أن نهائيات أمم إفريقيا تعتبر (الثالثة) على مستوى العالم من حيث قوة المستوى الفني بعد نهائيات كأس العالم ونهائيات أمم أوروبا.
ـ هذا الرأي (حول قوة المستوى الفني لنهائيات أمم إفريقيا) لم يأتِ من فراغ، بل للعدد الكبير من المحترفين (الأفارقة) المتميزين الذين ينتشرون في كل أنحاء العالم، والأغلب منهم ينشطون ويبرزون ويلفتون الأنظار في الملاعب الأوروبية.
ـ باتت القارة الإفريقية المنجم الذي تتابعه الأندية الأوروبية، ولم يعد لملاعب أمريكا الجنوبية ذات المكانة التي كانت تحظى بها (أوروبيًّا) قبل ثلاثة عقود، إذ نجح المحترفون الأفارقة بأن يكونوا (الأفضل والأبرز والأغلى) في سوق محترفي كرة القدم بشكل عام وليس فقط في أوروبا.
ـ وكانت نهائيات أمم إفريقيا (وما زالت) هي السوق الأفضل لأندية العالم (خصوصًا الأوروبية منها)، وكذلك لوكلاء اللاعبين ومكاتب التعاقدات وأكاديميات كرة القدم، بحثًا عن المواهب التي هي بالفعل كنز (للحاضر والمستقبل).
ـ العلاقة المتميزة (الأوروبية ـ الإفريقية) أو بمعنى أدق (شهر العسل) في كرة القدم بين القارتين يكاد يكون في نهايته أو على الأقل في طريقه للتوتر، ولو حدث ذلك فإن العلاقة بين الطرفين ستضر بكرة القدم على مستوى العالم.
ـ اللاعبون المحترفون الأفارقة يمثلون (اليوم) الركيزة الأساسية والقوية في الملاعب الأوروبية، ويزداد عددهم (نتيجة تميزهم) من موسم لآخر، لكن (موعد) نهائيات أمم إفريقيا الذي يقام مطلع العام الميلادي (يناير ـ فبراير) يشكل حجر عثرة في علاقات كرة القدم (الأوروبية ـ الإفريقية)، إذ (تتأثر وتتضرر) الأندية الأوروبية كثيرًا بإقامة النهائيات في هذا الموعد في وقت (لا تتوقف) منافسات الدوري في كل دول أوروبا.
ـ حاول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ومعه الاتحاد الدولي لكرة القدم) الضغط على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، من أجل (تأجيل) منافسات نهائيات أمم إفريقيا، إلا أن كل المحاولات لم يكتب لها النجاح، وأصر الأفارقة على موقفهم وستبدأ النهائيات (اليوم)، بينما ستواصل المنافسات الأوروبية فعالياتها دون المحترفين الأفارقة.
ـ بعد انتهاء النهائيات (الأسبوع الأول من فبراير المقبل) ستبدأ جولة مباحثات (مطولة) بين الأفارقة والأوروبيين، من أجل (مستقبل) علاقة كرة القدم بين الطرفين التي تمثل (مصدر رزق) للأفارقة مثلما هي (مصدر استثمار) للأوروبيين، بينما هي لنا كعشاق كرة قدم تمثل (مصدر سعادة ومتعة).