|


تركي السهلي
عبد اللطيف الشثري
2022-01-24
في عام 1961م أبصر عبد اللطيف بن عبد الله الشثري النور. كان مسقط الرأس “حوطة بني تميم” والركض الأوّل كان بالقرب من مسجد “سارة” في ظهرة البديعة وسط العاصمة الرياض.
درس الابتدائية والمتوسطة في “البطحاء” والثانوية العامّة في الولايات المتحدة الأمريكية في مدرسة بسانتا كروز بولاية كالفورنيا. كان الابن لرجل الشؤون الإسلامية بالحرس الوطني ومن مجلس والده التقى الرجال وعرف المخابر.
الرحلة الأمريكية التي قطعها صغيرًا سبقها التحاق بنادي النصر أواخر السبعينيات الميلادية. قصد المبنى الصغير بأوّل شارع الخزان وانضم بمبلغ من عوائد “سينما” النادي. لعب أولى مبارياته بالرقم 11 وسجل هدفًا في مباراة وديّة في مرمى نادي الرياض. كان لاعبًا “حرّيفًا” وهدفًا كموهوب للمدرّب اليوغسلافي “بروشتش”، ونجمًا في مسيرته كما لو كان بطل شاشة.
لم يكن عبد اللطيف طوال عمره إلاّ ذكيًّا لامعًا يعرف جيدًا أين يقف ومع من، وعلى مدى تجاربه كان رجلًا موثوقًا قريبًا من الصادقين الناجحين ولم يظهر ولو ليوم واحد على أنّه المراوغ الذي يترك المساحات عندما تضيق. كان أقوى من ردود الأفعال وأكبر من مسافة زمن وأطول من ثرثرة.
في مدرسته الأمريكية حاز الأرقام وحصد الأول في لعبة كرة القدم فاختاروه ليكون ممنوحًا للتعليم الجامعي دون تكلفة لكنّه ترك “الرتابة” وعاد إلى جامعة الملك سعود طالبًا في الآداب ومتخصصًا في الإعلام ليتخرّج منها في منتصف الثمانينيات الميلادية. لم يعمل “أبو فيصل” موظفًا في القطاع العام، لكنّه كان الذراع التي بها تستقيم الأمور.
في عمره مع نادي النصر كان مع الجميع. بدأ لاعبًا وصديقًا للأطراف كُلّها. إلى هذه اللحظة والرجل النصراوي الكبير مع الاتجاهات الصفراء ومحور تلتقي عنده الداوئر النصراوية. إنّه الملتصق بالنصر في كل الأزمنة والركن الذي يزن المسائل.
في سجلّه الأبيض تتتابع الصفحات وتسطع عند تلك المخطوطة بملازمته للراحل الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز في الرئاسة العامّة لرعاية الشباب. كان صديقًا مستشارًا ولم يكن صاحب منصب. اتخذه الأمير فيصل رأيًا وبصيرةً للتطوير والذهاب نحو الارتقاء ونجح في أن يكون صاحب بصمة ومشعلًا للاهتداء ومساعدًا في اتخاذ القرار.
يقف عبد اللطيف الشثري هذه الأيّام مع نصره بجانب الأمير خالد بن فهد ويصطف مع النصراويين كما كان أوّل مرّة مرتكزًا للسياسات ونجمًا في سماء الجميع.