|


خالد الشايع
رينارد.. الغاضب الذي أعاد توهج الكرة السعودية
2022-01-30
مجرد خطوات صغيرة تفصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عن بلوغ كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، ففوز وحيد فقط وسنجد أنفسنا في قطر بين كبار العالم.
بلا شك، لم يكن هذا ليتحقق لولا توفيق الله أولًا، ثم جهود المدرب الرائع الفرنسي هيرفي رينارد، الذي تمكَّن من استخراج كامل طاقات اللاعبين في أحلك الظروف. رينارد لم يكن مجرد مدرب، بل كان أيضًا طبيبًا نفسيًّا، وقائدًا حربيًّا برتبة صانع معجزات، مكَّن الأخضر من التفوُّق على عملاقي القارة اليابان وأستراليا باقتدار.
‏مقطع الفيديو الصغير الذي أظهر حديث رينارد مع لاعبيه بين شوطي مباراة السعودية وعُمان يؤكد هذه الحقيقة. إنه ليس مجرد مدرب كرة قدم. ذاك المقطع القصير الذي يعدُّه بعضهم غير مناسب بسبب طريقة حديث المدرب مع لاعبيه، في تصوُّري سرُّ انتصارات المنتخب الكبيرة، وسرُّ الـ 19 نقطة الني جناها حتى الآن من أصل 21 متاحة.
‏من يقول: إن المدرب لا يحقُّ له أن يتكلم مع اللاعبين بهذه الطريقة. بالتأكيد لم يجرِّب الجلوس أمام مدرب بين الشوطين بعد أن يقدم أداءً باهتًا في الشوط الأول. مَن مارس كرة القدم، ولو لفترة وجيزة، يعرف أنه قد يحدث أكثر من ذلك في غرف الملابس، فأمام المدرب ربع ساعة فقط لإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح. بعض المدربين يقوم بأكثر من مجرد الصراخ الغاضب لتحفيز اللاعبين.
سبق أن أظهر فيديو الإسباني بيب جوارديولا وهو يصبُّ جام غضبه على لاعبيه في مانشستر سيتي بعد شوط سيئ لهم في الدوري الإنجليزي مطلع موسم 2018، أما كومان، مدرب برشلونة المقال، فكان أكثر غضبًا، وأهانهم بشدة لفشلهم في الحفاظ على تقدمهم على قادش قبل 11 شهرًا. ما فعله رينارد ليس إلا قطرة فيما يقوله المدربون في غرف الملابس.
العودة للمباراة، والفوز على عُمان، كانا ثمرة ذاك الحديث الغاضب، فقد تغيَّر أداء المنتخب بشكل جذري، ليفوز بصعوبة على منتخب نجح في هزيمة اليابان في اليابان، ولعب بطريقة “مَن ليس لديه شيء ليخسره”.
‏ليس من قبيل المبالغة القول: إن ما يفعله رينارد مع المنتخب السعودي معجزة رياضية، فنقل لاعبيه، الذين يجلس غالبيتهم على دكة الاحتياط، إلى مستوى آخر أفضل تكتيكيًّا وفنيًّا، ولا نراه مع أنديتهم، يؤكد أن هناك عملًا جديًّا يُبذل، لا يقتصر فقط على الأيام الخمسة التي يوجد فيها اللاعب مع مدربه الفرنسي، بل يسبقه بأشهر.
دعوه يصرخ إن كان صراخه في لاعبيه سيحوِّلهم أبطالًا.