|


رياض المسلم
«السوشال» محرقة النجوم.. رابح مثالا
2022-02-27
مخطئ مَن يعتقد أن حسابات التواصل الاجتماعي تصنع نجوميةً ومجدًا للمشاهير. في الأساس هم ينتمون إلى الصف الأول في تعداد النجوم، ومن يتهافت الجمهور على شباك تذاكرهم، لكنها مصنع لأشخاص، جعلت منهم التفاهة والحماقة نجومًا، فسمُّوا فيما بعد “نجوم السوشال ميديا”.. ولنقل بعضهم.
يطلب بعض النجوم في الفن، أو التمثيل، أو كرة القدم، أو أي مجال آخر اللجوء “السوشالي”، والسفر “افتراضيًّا” إلى عالم “التواصل الاجتماعي” في حال شعر بعجز، أو نقص، أو ما شابه ليعوِّض ذلك، ظنًّا منه أن نجمه سيلمع من جديد، لكنه لا يعلم أنه يدخل في محرقة، تهبط باسمه أسفل سافلين أكثر مما فعلت الأزمة الروسية - الأوكرانية في أسواق المال العالمية هذه الأيام.
النجم السعودي رابح صقر مثالٌ حي على الارتماء في أحضان “السوشال ميديا” لتعويض غيابه عن الساحة في الفترة الماضية لأسباب خاصة به، حيث خرج بردود غريبة على بعض المغردين، لم تكن موفَّقة على الإطلاق، منها رده على حساب شركة روتانا، والجدل الكبير الذي حدث حول ذلك، وقسوته في رده على مصمم شاب سعودي، قبل أن يتدخَّل النجم عبد المجيد عبد الله، وينقذ الموقف بدعم المصمم السعودي وتحفيزه. وفي حديث خاص مع سالم الهندي، المدير التنفيذي لشركة روتانا، قال: إن موضوع رابح والرد عليه انتهى في وقته، ولا نريد الخوض في تفاصيله. وفي نبرة صوته حزنٌ على ما آل إليه حال نجم الأغنية السعودية وأحد عرَّابيها على المسرح.
قبل سنوات كتبت عن رابح بأنه النجم الذي يتفق عليه الجميع، وصديق الكل، وحبيب النجوم، فقاعدته الشهيرة “لا تزعل أحد”، وابتسامته تسبق خطوته، ولم يسجل التاريخ أي خلاف، أو مشكلة له مع زملائه، أو مع الجمهور، لكن منذ أن فتح حسابه في “تويتر” وأوضاعه تبدَّلت إلى الأسوأ، وأصبح صقرًا جارحًا، لكن ليس على المسرح، بل في وسائل التواصل الاجتماعي، وصار يخسر كثيرًا من عشاقه ومحبيه بسبب رودوه القاسية والمجحفة.
لا يحتاج رابح إلى تحريك ساحات الـ “سوشال ميديا” بتغريدة “خارجة عن النص”، أو “قصف جبهة” أحد المتابعين ليصبح حديث الساعة، فهذه ليست نجوميةً، بل مضيعة للوقت ومحرقة للتاريخ.
الأمر لا يقتصر فقط على رابح صقر، إذ إن الكثير من النجوم يسيرون على هذا النهج عن قناعةٍ، ومتأكدون من أنهم قادرون على تعويض نقصهم المهني وهبوط مستواهم بتغريدة، أو صورة مثيرة للجدل.
أخيرًا، حسابات “السوشال ميديا” للنجوم له دورٌ أساس في عكس أعمالهم، والترويج لها، لا صناعة الحدث، فهي مجرد وسيل نقل.