|


تركي السهلي
كراهية وازدراء
2022-02-28
تفشّي خطاب الكراهية والازدراء خطر جاثم على صدور الجميع، ومن واجبنا محاربته وإبعاده عن الطرح الإعلامي الرياضي السعودي. إنّ كذبة الرواج وتحقيق معدلات مشاهدة عالية لا بد وأن نضعها في إطارها الحقيقي حتى لا نجد الوسط بأكمله وقد تبنّى اللغة وأصبح ناطقًا بها دون أن يعي حجم الجرم الذي يرتكبه.
لقد أخذت وسائل الإعلام الدولية على عاتقها تحجيم لغة الكراهية وتطبيق لغة الوئام بين الشعوب بما فيها من أعراق وألوان ومعتقدات كيلا يسود العالم تنازع لا نهاية له وانفلات يصعب ضبطه، كما أن المنظّمات الدولية تخصص أيّامًا لمحاربته وطرده من التداول.
وفي حالتنا، فإنّ سقوط المتحدث في لغته الصغيرة ونواياه السيئة وحمق شخصه لا يعني سقوط الآخرين، كما لا يعني أيضًا أن نصمت على ما يبثّه من رسائل تزرع الاحتقان وتفتّت اللُحمة.
والمُقِلُّ من التأثير على اعتبار أن المناخ الرياضي يقبل مثل هكذا نوع وأن الجماهير الكُروية لا تتحققّ متابعتها إلّا بمثل هذا اللسان فإننّا نقول له إنّك لم تُصِب، وحاذر أن تكون شريكًا في توسيع مناطق الإقصاء.
لقد سطا الكلام الخارج عن المألوف على المشهد وتمركز في خانة الإقصاء واستمرأ وطغى وتجبّر، ما قاد إلى توريط مؤسسات إعلامية بعينها في نشر الكراهية، وهذا خلل عميق حان وقت سدّه والقضاء عليه وتنظيف الأطراف المتورّطة فيه وبسببه.
إن الراصد الكبير عليه في هذه الفترة أن يذهب إلى تشريح المسألة كي يُحدّد اتجاهات الرأي وبناء الفكرة الداخلية المكتملة حول التعزيز الولائي أثناء المناسبات الرياضية الكُبرى وجمع ألوان الجماهير في لون واحد ودفن أصوات التفرقة والبغضاء كجسد ميّت وإحياء الروح الواحدة التي لا تغيب ولا يسكنها الغيض ولا تنتظر الهزيمة كي تُعبّر عن رفضها لمن أقصاها بالشماتة والتشفّي.
إنّ الخطاب الكاره لا نتائج مرجوّة منه ولا صواب أبدًا في السماح له بالتواجد، ولم يعد أمامنا وقت للانتظار وتعديل المسار، فقد قطعنا من المسافة ما يكفي لبناء ذواتنا، وجمعنا أرواحنا خلف اللغة التي تُقرّبنا لا تلك التي تُبعدنا عن فرحنا وانتصاراتنا وثقتنا المطلقة في أنفسنا وفي نتائج مشروعنا.
لقد تطاول الكاره المزدري على مكوّن جماهيري كبير ربما يكون ممثلًا للأغلبية، ولا هدف من استمرار لغته الرديئة ولا غاية لدى قنوات فضائية من جعل شريحة كبيرة مُلاحقة بخطاب مليء بالكراهية والازدراء تحت ذريعة الرواج والمُشاهدة التي أثبتت الأيّام والأرقام أن لا موثوقية فيها.