- ربما كانت هناك حروب شريفة، لكن لا توجد حرب جميلة ولا نظيفة!. كل الحروب بشعة؛ قبيحة، ووسخة!.
- وكل الحروب تقريبًا تبدأ قبل معرفة كامل أسبابها!. أهم الأسباب تظلّ خفيّة ومؤجَّلة، لدرجة أنّك فيما لو سألت الناس في أي زمان ومكان، لحصلت على اعتقادهم بعدم وجود ما يكفي لاشتعال أي حرب تقريبًا!. هي بعد نشوئها واشتعالها تبدأ بابتكار أسباب مهمّة لحدوثها!. أو على الأقلّ تبدأ بكشف الأسباب الأكثر جدارة والأقوى إقناعًا لضرورة حدوثها!.
- في الغالب لا يعرف الناس أسباب الحروب حقيقةً إلّا في وقت متأخِّر من اندلاع النيران!. متأخِّر لدرجة لا تسمح بالرّجوع ولا بتغيير مسار الأحداث!. معرفة؛ الجهل بها أكرم منها!.
- وسط الحرب ليس هناك حتّى وقت للنّدم!. الوقت بالكاد يسمح بالمواجهة وجمع الجثث!. حتى محاولة التّعرف على الجثث وأصحاب الأشلاء المتطايرة، تُعَدُّ تَرَفًا وهَدْرًا للزّمن!. فما بالك بمحاولة معرفة أسباب لن تُغيِّر شيئًا، بل وإنّها أسباب متغيِّرَة على الدّوام، لدرجة أنّ المنتصِر في النّهاية، يخترع أسبابًا أُخرى مختلفة بالمَرَّة، تجعل من الحرب ضرورة أخلاقيّة وتمنحها بُعدًا إنسانيًّا وتتوّجها بقيمة وطنيّة، وتضيف إلى كلّ ذلك رضًا ربّانِيّا وتبرِّر ما سوف يتم اعتباره بعد ذلك مؤازرة إلهيّة!.
- العالَم متطوِّر أكثر بكثير ممّا هو متحضِّر!. لديه أجنحة لكنه أبدًا ليس ملائكيًّا!.
- وفي الحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة، لا أحد بريء!. لا الرّوس ولا أوروبّا كلّها بما فيها أوكرانيا نفسها ولا الأمريكان طبعًا!. كلمة “بريء” خارج القاموس، هناك ضعيف وقويّ وأقوى ولا شيء آخَر!. قد يكون هناك مظلوم لكن لا أحد بريء!. لا أحد بريء لدرجة أنّه لا أحد مُتَّهَم أصلًا!، لأنّ الاتّهام يحمل في طيّاته إمكانيّة البراءة!. الجميع مُذْنِب ومُدَان!. تتبقّى فقط درجات الذَّنْب والإدانة: الأكثر غباءً يكون أقلّ صَلَفًا وتغطرسًا فيما بعد، ولا شيء آخَر!.
- أتابع ما تعرضه المحطّات وأسمع ما تقوله النشرات، وأعترف: في داخلي شيء ما غير سَوِيّ يتشفّى!. يفعل ذلك دونما سعادة؛ لكنه يتشفّى ولا أجد كلمة أُخرى للتعبير!. لكن يمكنني أن أضيف: يتشفّى بمرارة!. أحاول جاهدًا التنكّر له والتّنصل منه دون جدوى!. وأخيرًا، أبرّر لنفسي: لستُ إلّا جزءًا من هذا العالَم المتوحِّش أصلًا!.
- كلمة بدائي كلمة كاذبة، العالَم لم يبدأ بعد!. أعود لأستمع إلى الأخبار، نعم أحزن لكنه حزن متهكِّم، فقد سبق لكلّ هذه الأطراف، كلّها دون استثناء، أنْ تلطّخت بدماء أهل وأحبّة؛ دماء منّي وقريبة لي، تلطّخَتْ ورَوَّعَتْ!. سواءً كان ذلك بشكل مباشر، أو بالتأييد أو بالصّمت وغض الطّرف والتّجاهل!.
- والجميع، جميعهم، فعلوا ما فعلوا، محصّنين بالكلمات نفسها!. هذه الكلمات التي تمرّ على مسامعي وتتحرّك في شريط الأخبار أمام عيني، سمعتها من قبل، وكل طَرَف قالها وقال نقيضها في وقت سابق!. النّزاهة تنقص الجميع!. الكُلّ آثِم!.
- كلّ ما يمكن للرئيس الأوكراني قوله، جملة على لسان “درويش زيدان” في رواية “الحرافيش” لنجيب محفوظ: “الجميع أشرار ولكنّي سيّئ الحَظّ”!. لكن أوروبا منعت الأدب من حضور الجلسات!. دوستويفسكي في الحجز!. إيطاليا رفضت ختم جوازه والسّماح له بالدّخول لأنّه روسي!. اعتبرت ذلك تأييدًا لبوتين!. الإسبان يبتسمون للطّليان في تأييد حذر من كشف شذوذه: “سلفادور دالي” هو الذي مات وهو يتمنّى سماع الدوّي النّووي، ورؤية الحريق الشامل والنّهائي طمعًا في “لون” جديد يُمنح لفُرْشَاة الرّسم في اللحظة الأخيرة!.
- على كوكب آخَر يدور حول نجمٍ آخر يدور في مجرّةٍ أُخرى بعيدة، موغلة في القِدَم، وبينما ينظران إلى ما يجري هنا، يسأل مخلوق مخلوقًا يشبهه: ما بِهِم؟! يردّ صاحبه: لا أدري، لكن هؤلاء الذين أتوا إلى هذا الكون قبل أقلّ من نصف ثانية من عمره، يتدبّرون أمر رحيلهم عنه، بطريقة غبيّة!.
- وكل الحروب تقريبًا تبدأ قبل معرفة كامل أسبابها!. أهم الأسباب تظلّ خفيّة ومؤجَّلة، لدرجة أنّك فيما لو سألت الناس في أي زمان ومكان، لحصلت على اعتقادهم بعدم وجود ما يكفي لاشتعال أي حرب تقريبًا!. هي بعد نشوئها واشتعالها تبدأ بابتكار أسباب مهمّة لحدوثها!. أو على الأقلّ تبدأ بكشف الأسباب الأكثر جدارة والأقوى إقناعًا لضرورة حدوثها!.
- في الغالب لا يعرف الناس أسباب الحروب حقيقةً إلّا في وقت متأخِّر من اندلاع النيران!. متأخِّر لدرجة لا تسمح بالرّجوع ولا بتغيير مسار الأحداث!. معرفة؛ الجهل بها أكرم منها!.
- وسط الحرب ليس هناك حتّى وقت للنّدم!. الوقت بالكاد يسمح بالمواجهة وجمع الجثث!. حتى محاولة التّعرف على الجثث وأصحاب الأشلاء المتطايرة، تُعَدُّ تَرَفًا وهَدْرًا للزّمن!. فما بالك بمحاولة معرفة أسباب لن تُغيِّر شيئًا، بل وإنّها أسباب متغيِّرَة على الدّوام، لدرجة أنّ المنتصِر في النّهاية، يخترع أسبابًا أُخرى مختلفة بالمَرَّة، تجعل من الحرب ضرورة أخلاقيّة وتمنحها بُعدًا إنسانيًّا وتتوّجها بقيمة وطنيّة، وتضيف إلى كلّ ذلك رضًا ربّانِيّا وتبرِّر ما سوف يتم اعتباره بعد ذلك مؤازرة إلهيّة!.
- العالَم متطوِّر أكثر بكثير ممّا هو متحضِّر!. لديه أجنحة لكنه أبدًا ليس ملائكيًّا!.
- وفي الحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة، لا أحد بريء!. لا الرّوس ولا أوروبّا كلّها بما فيها أوكرانيا نفسها ولا الأمريكان طبعًا!. كلمة “بريء” خارج القاموس، هناك ضعيف وقويّ وأقوى ولا شيء آخَر!. قد يكون هناك مظلوم لكن لا أحد بريء!. لا أحد بريء لدرجة أنّه لا أحد مُتَّهَم أصلًا!، لأنّ الاتّهام يحمل في طيّاته إمكانيّة البراءة!. الجميع مُذْنِب ومُدَان!. تتبقّى فقط درجات الذَّنْب والإدانة: الأكثر غباءً يكون أقلّ صَلَفًا وتغطرسًا فيما بعد، ولا شيء آخَر!.
- أتابع ما تعرضه المحطّات وأسمع ما تقوله النشرات، وأعترف: في داخلي شيء ما غير سَوِيّ يتشفّى!. يفعل ذلك دونما سعادة؛ لكنه يتشفّى ولا أجد كلمة أُخرى للتعبير!. لكن يمكنني أن أضيف: يتشفّى بمرارة!. أحاول جاهدًا التنكّر له والتّنصل منه دون جدوى!. وأخيرًا، أبرّر لنفسي: لستُ إلّا جزءًا من هذا العالَم المتوحِّش أصلًا!.
- كلمة بدائي كلمة كاذبة، العالَم لم يبدأ بعد!. أعود لأستمع إلى الأخبار، نعم أحزن لكنه حزن متهكِّم، فقد سبق لكلّ هذه الأطراف، كلّها دون استثناء، أنْ تلطّخت بدماء أهل وأحبّة؛ دماء منّي وقريبة لي، تلطّخَتْ ورَوَّعَتْ!. سواءً كان ذلك بشكل مباشر، أو بالتأييد أو بالصّمت وغض الطّرف والتّجاهل!.
- والجميع، جميعهم، فعلوا ما فعلوا، محصّنين بالكلمات نفسها!. هذه الكلمات التي تمرّ على مسامعي وتتحرّك في شريط الأخبار أمام عيني، سمعتها من قبل، وكل طَرَف قالها وقال نقيضها في وقت سابق!. النّزاهة تنقص الجميع!. الكُلّ آثِم!.
- كلّ ما يمكن للرئيس الأوكراني قوله، جملة على لسان “درويش زيدان” في رواية “الحرافيش” لنجيب محفوظ: “الجميع أشرار ولكنّي سيّئ الحَظّ”!. لكن أوروبا منعت الأدب من حضور الجلسات!. دوستويفسكي في الحجز!. إيطاليا رفضت ختم جوازه والسّماح له بالدّخول لأنّه روسي!. اعتبرت ذلك تأييدًا لبوتين!. الإسبان يبتسمون للطّليان في تأييد حذر من كشف شذوذه: “سلفادور دالي” هو الذي مات وهو يتمنّى سماع الدوّي النّووي، ورؤية الحريق الشامل والنّهائي طمعًا في “لون” جديد يُمنح لفُرْشَاة الرّسم في اللحظة الأخيرة!.
- على كوكب آخَر يدور حول نجمٍ آخر يدور في مجرّةٍ أُخرى بعيدة، موغلة في القِدَم، وبينما ينظران إلى ما يجري هنا، يسأل مخلوق مخلوقًا يشبهه: ما بِهِم؟! يردّ صاحبه: لا أدري، لكن هؤلاء الذين أتوا إلى هذا الكون قبل أقلّ من نصف ثانية من عمره، يتدبّرون أمر رحيلهم عنه، بطريقة غبيّة!.
