|


رياض المسلم
جرأة الهلال وخوف الاتحاد
2022-03-12
بلغة الأرقام، فإن لقب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين هذا الموسم لا يزال في الملعب ولم يحسم بعد، وهناك أندية في استطاعتها نيله لكن لا بد من الاستعانة بالآلة الحاسبة وتقبيل يد الحظ، وقبل ذلك وهو الأمر المهم “شخصية الفريق البطل”.. وهي المغيّبة عن بعض الأندية المتنافسة على الصدارة.
الكثير من النقاد ذهب مع أن الاتحاد هو الأقرب لمعانقة الذهب، وتعاطف الجمهور بعيدًا عن ميولهم مع انتصاراته، فهم يرون بأنه بتحقيقه للقب يكتب النهاية السعيدة في رواية العودة من الهبوط بالذهب، ومضى الاتحاديون في مسعاهم نحو هدفهم الذي كان يصنف في بند “المستحيل” مع بداية المسابقة الأقوى عطفًا على نتائج الفريق في الأعوام الأخيرة، ولكن في الأمتار الأخيرة وعلى الرغم من بعد المنافسين إلا أن “الخوف” دب في نفوس النمور وأثر في نتائجه.
الاتحاد مع انطلاقة الدوري كان تركيزه على الملعب وحتى مع “لعنة الإصابات” لم تتوقف قاطرة الفوز وكانت كل التوقعات تشير إلى أنه البطل لا سيما بعد فوزه على أقرب منافسيّه النصر لكنه ضيّع المسار، فخرجت أصوات تصريحات من بعض الإداريين متشنجة وارتفعت انتقادات الكتاب والصحافيين المنتمين إليه، ورفع شعار “المظلومية” وكل ذلك يحدث بعد أن شعر الاتحاديون بتهديد أن اللقب الذي يتخيلون دخوله إلى شارع الصحافة سيتحول إلى طريق بلال بن رباح.
الخوف.. أكبر عائق في وجه الاتحاديين، فدخول الهلال في المنافسة وضربه المنافسين بالخمسة والأربعة، أصابهم بالربكة وهزّ الثقة وضيّع شخصية البطل التي يمتلكها العميد.
على الرغم من أن الفارق بين الاتحاد والهلال خمس نقاط في حال فاز الأخير في المباراتين المؤجلة إلا أن ذلك يسبب هاجسًا مخيفًا لدى المتصدرون وسيفقدهم الكرسي الذي تمسكوا به مدة طويلة.
الهلال فريق يملك صفة الجرأة والثقة لكن شرط استعادة توازنه وهو ما يفعله الآن، ويذكرنا بصراع الصدارة في الموسم الماضي بين الشباب والأهلي وكان الهلال بعيدًا قبل أن يدخل في الأمتار الأخيرة ويحسمها لصالحه وهو الأمر ذاته يتكرر في هذا الموسم مع الاتحاد.
من وجهة نظر خاصة أرى بأن الهلال هو الأقرب لتحقيق اللقب رغم الصعوبة في ذلك لكنها شخصية البطل الحاضرة في صفوفه، وإذا كان الاتحاديون يرغبون في اللقب فعليهم التخلص من صفة الخوف من عودة الهلال، والتركيز في الملعب.