|


عبدالكريم الزامل
التحكيم والانضباط «كفاية»
2022-03-18
كل أسبوع موعودون مع سقوط جديد لأهم لجنتين باتحاد القدم السعودي، هما التحكيم والانضباط، وبقي اتحاد القدم “متفرجاً” على سقوطهما المضلي دون أي تدخل لإصلاح الخلل الذي أصبح بائناً، وأخل بالعدالة بين الأندية.
في برنامج “في المرمى” بقناة العربية، وعلى طريقة الاعتراف بالحق فضيلة، ظهر رئيس لجنة دائرة الحكام السويسري مانويل نافارو متحدثاً بشفافية وصراحة، مؤكداً على حدوث أخطاء تحكيمية كوارثية غيرت نتائج المباريات، وتسببت في ضرر للأندية، أكثرها تضرراً، بحسب إفادة السيد مانويل نافارو، النصر، وخرج من بطولتي الدوري والكأس بأخطاء تحكيمية..!
الجميل في السيد مانويل اعترافه بفشله في قيادة اللجنة، وكأن هناك أمرًا لا يستطيع الإفصاح عنه أو السيطرة عليه بشأن تفادي مثل هذه الأخطاء، التي يقع فيها الحكام، رغم سعيه نحو التطوير، واختيار أفضل الحكام، بحسب الظروف التي تسمح لهم بالحضور..!
حديث السيد مانويل ليس جديدًا، وسبق أن أكد في أكثر من لقاء حدوث أخطاء تحكيمية، وقبله دائرة التحكيم، التي تعلن، وبشكل شهري، تحليلًا يُقيم أداء الحكام والأخطاء، التي يقعون فيها بشكل يثير أكثر من علامة استفهام..!
في المقابل، لجنة الانضباط، التي يقودها بندر الحميداني، ليست بأحسن حال من دائرة التحكيم، بعد أن دخلت في تناقضات بشأن قراراتها التي تسببت في الكثير من اللغط، وهي لجنة لا تحضى بالقبول منذ أن أعلن تشكيلها برئاسة الحميداني، الذي دُفع به لهذا المنصب، وهو الشخص الذي تدور حوله الاختلافات، وذلك لا يتماشى مع ضوابط اختيار رئيس وأعضاء اللجان القضائية.
ضعف أداء لجنتي التحكيم والانضباط لا يسألون عنه، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فيما المسؤولية والملامة تقع على وزارة الرياضة واتحاد القدم، اللذين وقفا عاجزين عن تصحيح مسارهما، ما تسبب في أخطاء أهدرت حقوق بعض الأندية، ومنحت أخرى حقوقاً ليست لها..!
الأكيد أن حل اللجنتين أصبح مؤكداً نهاية الموسم، لكن السؤال لماذا يتأخر القرار إلى نهاية الموسم في ظل ما يحدث؟ والأهم من ذلك من يعوض الأندية التي خسرت مئات الملايين؟ ومعها خسرت البطولات بسبب أخطاء تحكيمية أو قرارات انضباطية..!
ما يفهم أن الاعتراف بالأخطاء أصبح نوعًا من امتصاص الغضب الجماهيري، و”المواساة” للأندية المتضررة، والوقوف موقف المتفرج لا يمكن أن يصلح ما أفسده التحكيم، وتنصل اتحاد القدم من مسؤوليته بحجة أنها لجان مستقلة لا يعفيه من مسؤوليته.
وعلى دروب الخير نلتقي.