|


فهد عافت
تأمّلات!
2022-03-31
ـ بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: “التّأمّلات” لماركوس أوريليوس. ترجمة: عادل مصطفى. دار رؤية للنشر والتوزيع (القاهرة):
ـ ضباب وانسياب:
المرءُ في الحياة زمانُهُ لحظةٌ، ووجوده في انسياب، وإدراكُهُ في ضَبَاب، وبدنُهُ في اندثار، وعقلُهُ دوّامَة، ومصيرهُ غير معروف، ومجدُهُ غير مُتَيَقَّن!.
ـ اصفح:
الصّفْحُ جزءٌ من العَدْل!.
ـ العالَمُ والحياة:
العالَمُ هو التّغيُّر.. والحياة هي الرّأي!
ـ كرْمَة الكَرَم:
مِنَ النّاس مَنْ إذا أسْدَى جميلًا إلى شخصٍ سارع بتسجيله في حسابه كَدَيْن مُسْتََحَقّ!. ومنهم مَن لا يُسارع بذلك غير أنّه يُضْمِرُ في نفسه أنّ هذا الشّخص مَدَينٌ له!،…، وهناك صنفٌ ثالثٌ… كالكَرْمَة التي أهدت عناقيدها ولا ترتقب أيَّ مُقابِل!،…، فلتكن واحدًا من هؤلاء الذين يجترحون الخيراتِ دون أن يُلاحظوها!.
ـ تنبيه لَبِق:
…، تعلّمتُ ألّا أتسقّط الأخطاء، وألّا أُقَرِّعُ مَن يرتكبُ خطأً في المُعْجَمِ أو التّركيب أو النُّطْق، بل أُدخِلُ بحذقٍ نفسَ التّعبير الذي كان ينبغي استخدامُه، وذلك في شكل إجابةٍ أو توكيد، أو بالاشتراك في مناقشة حول الشيء نفسه لا حول الصّياغة، أو بأيّ لونٍ آخر مِن مثل هذا التّنبيه اللَّبِق!.
ـ الجميل حقًّا:
كلّ ما هو جميلٌ، على أي نحو من الأنحاء، إنّما هو جميلٌ “في ذاتِهِ”، يَذْخَرُ جمالَهُ في لُبِّهِ وصميمِهِ، وليس المديحُ جزءًا منهُ!. فالمديحُ لا يجعلُ الشيءَ أفضل ممّا هو!،…، الجميلُ حقًّا هو في غِنَى عَمّا سواهُ.. شأنُه في ذلك شأن القانون، وشأن الحقيقة، أو الإحسان أو التّواضع!.
ـ الشّقيّ:
ما كان يومًا جَهْلُ المرءِ بما يدور في رؤوس الآخرين سببًا للتّعاسة والشّقاء. إنّما الشّقيُّ مَن لا ينتبه إلى خَطَرَاتِ عقلِهِ هو، ولا يهتدي، مِن ثَمّ، بهدْيِهِ وإرشادِه!.
ـ شاهِدَة:
الكُلّ زائل، الذَّاكِرُ والمذكورُ معًا!
ـ مِنْكَ فيكَ:
لا أذَى لكَ يَقْبَعُ في عقل غيرك!.
ـ رغيف الفنّ:
حين يُخْبَزُ رغيفٌ.. فلا بدّ مِن أنْ تحْدُثَ تشقّقاتٌ هنا وهناك ضدّ ما يقصدُه الخَبّازُ. على أنّ هذه التّشقّقات غير المتعمَّدَة تجذبُ العَيْنَ بطريقةٍ ما، وتُثيرُ الشّهيَّة!.
ـ عَيْنُ العَقْل:
العَيْنُ السّليمة ينبغي أنْ ترى كلّ ما هو قابِلٌ للرؤيةِ ولا تقول “أريدُ الأشياءَ الخضراءَ فقط”، فهذا حالُ عيْنٍ مريضة،…، وكذلك العقلُ السّليم ينبغي أنْ يكونَ مستعدًّا لكلّ الاحتمالات. العقلُ الذي يقول: “أطفالي يجب أنْ يعيشوا”، أو “ينبغي أنْ يمتدحَ النّاسُ كلّ ما أفعل”، هو عَيْنٌ تريد الألوان الخضراءَ، أو أسنانٌ تطلبُ الطَّرِيَّ مِن الطّعام!.
ـ عِش اللّحظة:
حتّى لو قُدِّرَ لك أنْ تعيشَ ثلاثة آلاف عام، أو عشرةَ أضعاف ذلك، فاذكر دائمًا أنّ لا أحدَ يفقد أيَّ حياةٍ غير تلك التي يحياها، أو يحيا أيَّ حياة غير تلك التي يفقدها!. ينتج من ذلك أنّ أطولَ حياةٍ وأقصرَها سيان!، فاللحظة الحاضرة واحدة في الجميع، ومن ثَمّ فإنّ ما ينقضي متساوٍ أيضًا. يتبيّن إذَن أنّ الفقدان إنّما هو فقدان لحظة لا أكثر!. ذلك أنّ المرء لا يُمكن أنْ يفقد الماضي ولا المستقبل، فكيف يُمكِن أنْ يُسْلَبَ ما ليس يَمْلِك؟!.
ـ مفهوم البذرة:
كلُّ ما يُوجَدُ هو بمعنى ما: بذرةٌ لِمَا يأتي بعده!. فإذا كان مفهومُ “البذرة” عندك محصورًا فيما يُوضَعُ في الأرض، أو في الرَّحِم، فذاكَ لَعَمْرِي تفكيرٌ مُغْرِقٌ في السّوقيّة!.
ـ “قفلة”:
نكتفي بهذه المقتطفات من الكتاب يا أحبّة. وكلّ عام وأنتم بألف خير. مباركٌ علينا وعليكم الشّهر الفضيل. ونلتقي بعد الإجازة بإذن الله..