|


خالد الشايع
النصر.. ومصير الراعي والذئب
2022-04-04
غريب ما يحدث في نادي النصر تحديدًا، وجود القائمين عليه خارج الملعب أكثر من داخله، بيانات، شكاوى وقضايا، وكلها تصب في هدف واحد، إبعاد الجماهير عن الأخطاء التي تقع داخل الملعب، وخسارة الفريق لدوري أبطال آسيا، وكأس الملك، والابتعاد عن المنافسة في الدوري.
بعد كل مباراة إلا ما ندر، لا بد أن تكون هناك شكوى صفراء، من كل شيء إلا من أداء اللاعبين.
ينطبق على النصر أحداث قصة الراعي والذئب، وهي واحدة من أهم قصص العبر في الأدب العالمي، وأشهر من أن يعاد ذكرها، يكفي فقط عنوانها ليتذكر الجميع أحداثها التي انتهت بمقتل الراعي على يد الذئب.
خلاصتها أن الصدق يضيع وسط كثرة الكذب، هذا ما يحدث تحديدًا في الوسط الرياضي، كثرة الشكوى من التحكيم واللجان، لم يعد لها قيمة أو معنى عند الجماهير.
أن تشتكي مرة، مرتين، ثلاثًا، هذا في حدود المعقول، أما أن تشتكي بعد كل مباراة، فحتى لو كنت صادقًا فلن يصدقك أحد.
بعد إعلان الهلال عن تمديد عقد لاعبه محمد إبراهيم كنو، خرج نادي النصر ببيان أكد فيه رفع شكوى على الهلال واللاعب، ولكن فيما بعد ثبت بنص بيان لجنة الاحتراف أن من رفع الشكوى هو اللاعب ولم يصلهم من النصر شيء.
الأمر يتكرر مع قضية حمد الله، شكوى واتهام بالإخلال بالتعاقد، فيما أن النصر نفسه أعلن وعبر بيان رسمي فك الارتباط مع اللاعب لأسباب غير رياضية، وأنه رفع شكوى للاتحاد الدولي، ومرة أخرى لم يرفع شيئًا، ما حدث أن اللاعب نفسه هو من يلاحق النصر بالشكاوى، وقبل هذا وذاك شكوى النصر على بيرسبولس الإيراني التي لا تزال حبيسة الأدراج.
الخلاصة أن القائمين على النصر تفننوا في اختراع الشكاوى والبيانات بعد كل إخفاق لامتصاص غضب الجماهير، ومع كثرة الإخفاقات كثرت البيانات والشكاوى، حتى ملها المشجع النصراوي قبل الآخرين.
لا عيب في الاعتراف بالخطأ، وأن العمل لم يكن مثاليًّا، هذا بداية أي تصحيح، أما الركون لفكرة المظلومية، والاستمرار في نشر البيانات وكثير منها مغلوط، فهو يعني أن الأخطاء ستتكرر وتستمر، وأن لا حل في القريب العاجل، وعلى المشجع الأصفر أن يربط الحزام جيدًا، فالمطبات القادمة أكبر.
الفريق مدجج بالنجوم والأسماء القوية، ولا يحتاج إلا لبعض الضبط، انظر من هو المدير الرياضي في النصر وتعرف مقدار الخلل فيه، لو كان من تعامل مع حمد الله من البداية لاعبًا لعرف كيف يعيده للملعب، لا أن يرمي به في أحضان الاتحاد، ولكنه نقص الخبرة.