|


تركي السهلي
مونديال السعودية
2022-05-01
مع تأكيدات الاتحاد الدولي لكرة القدم وجود 23.5 مليون طلب لشراء تذاكر لحضور مباريات كأس العالم قطر 2022 فإن السعودية واحدة من ست دول من بين الأكثر تقدّمًا بالطلبات وأن مباراتي المنتخب السعودي مع الأرجنتين وبولندا الأكثر استقطابًا للجماهير.
هذه مؤشرات رائعة وثقة عالية بالمنتخب العربي الذي يلعب في المونديال للمرّة السادسة وعلامة على الإقبال الذي سيكون عليه التنافس في الدوحة وحمل ثقيل يوضع على كاهل الاتحاد السعودي والمدرّب هيرفي رينارد وعلى نجوم الأخضر في تقديم ما يوازي الحضور والشغف.
إن الدوحة ليست ببعيدة ويمكن الوصول إليها من مطارات السعودية التي لا تبعد سوى ساعات قليلة وهي مُلاصقة لمحافظة الأحساء من جهة البر وللمنطقة الشرقية المحاذية وذات الكثافة السُكانية العالية كما أنّ الساكن في العاصمة الرياض أمامه خيارات بين السفر بالطائرة مع قطع نحو ساعة ونصف أو بالسيارة بنحو 4.5 ساعات أو بالقطار إلى الأحساء ومنها إلى الدوحة بوسائل ثانية. كُل الوسائل مفتوحة أمام المشجّع السعودي لجعل مونديال الدوحة سعوديًا عربيًا خالصًا وبإمكانه أن يشاهد مباريات منتخب بلاده والعودة في اليوم ذاته إلى مدينته في المملكة. والميزات للسعودية وجماهيرها كبيرة سواء من سُكّانها البالغين نحو خمسة وعشرين مليون نسمة أو ممّن يقيم على أرضها وعددهم نحو عشرة ملايين من إجمالي (34.81) مليون بإحصاء 2020.
إنّ الحمل الكبير سيكون على وزارة النقل بتنظيم خطوط الطيران وتسهيل الرحلات من المناطق ومدن الأطراف وعلى المنفذ البرّي وربما يدخل النقل البحري ضمن الخيارات عن طريق ميناء الملك عبد العزيز في الدمام. أمّا وزارة الرياضة فإن كُل ما ستفعله هو التنسيق مع الجهات ذات العلاقة فضلًا عن دورها والاتحاد السعودي لكرة القدم في تنظيم حالة المشجعين الرسميين. في ظلّ ذلك، فإن الدور الذي سيلعبه المنتخب السعودي الأوّل في مجموعته التي تضمّه مع الأرجنتين والمكسيك وبولندا يجب أن يكون موازيًا مع حجم الحدث وأن يمتلك خططًا تعينه للاستفادة من الميزات التي لديه مع الوضع في الاعتبار أن الحضور الجماهيري المتوقّع يجب أن يكون دافعًا له لتحقيق نتائج مبهرة لجماهيره وللعالم.
لا عذر فيما لو ظهر المنتخب السعودي هزيلًا أمام المنتخبات ولا نريد أن تكون المشاركة ذات طابع احتفالي. لا أحد في العالم يتذكّر قبعات المكسيكيين في 1986م بل أن التذكّر لمارادونا ولا أحد بقيت في ذاكرته أنغام الفوفوزيلا بل المنتخب الإسباني البطل في 2010م.