|


رياض المسلم
«عباة رابح».. وعباءة مسلي
2022-05-07
يرتدي حسن سبانخ عباءة المحاماة ويدلف إلى المحكمة فاتحًا ذراعيه وبـ”الفهلوة” يخرج رموز الفساد من قضايا شائكة متلاعبًا بالأنظمة، متراقصًا على لوائحها، فكانت تلك رسالة فيلم “الأفوكاتو” للزعيم عادل إمام، وفي انتقاد آخر للمحاماة، يدافع الراحل أحمد زكي عن بعض أجهزة الحكومة في حادثة حافلة المدرسة والقطار، راميًا كل نبل المهنة خلف ظهره في فيلمه الخالد “ضد الحكومة”..
ما سبق كان عرضًا للمحامي “الفاسد” الذي لم يحايد لون عباءته السوداء بينه وبين الحق أو احترام قيمة ومكانة مهنته، فعادل إمام انتهى الفيلم بدخوله السجن بعد أن انقلب عليه موكّلوه وشهدوا عليه، وأحمد زكي هاجم الحكومة إثر علمه بوجود ابنه بين ضحايا الحادثة وانتصر بالحق، وحيّته المحكمة..
رسالة الفيلمين كانت مباشرة لأصحاب مهنة المحاماة، لعلهم يستفيدون، فالحق أولى أن يتبع..
في ليلة واحدة، أمس، يخرج تصريحان مهمان تجمعهما “العباءة” والجامعة، وكل واحد في اتجاه مختلف، الأول يتحدث فيه النجم الكبير رابح صقر للصحافيين قبل انطلاق حفلته في جامعة نورة عن أغنيته الجديدة “العباة الرهيفة” التي أعاد من خلالها أحد عباقرة الفن الشعبي الراحل فهد بن سعيد، معلنًا عن إحياء الموروث السعودي وإيصاله للعالمية، وهي خطوة ذكية تنم عن فنان لمّاح وتخدم الإرث الكبير للفن الشعبي، وعلى بعد 30 كم يتحدث لأهل الإعلام مسلي آل معمر رئيس نادي النصر من ملعب “مرسول مبارك” في جامعة الملك سعود، بعد فوز فريقه برباعية على الشباب متوعدًا بعض مرتدي “عباءة المحاماة” وأنه سيتجه إلى وزارة العدل والهيئة السعودية للمحاماة ليقدم شكوى رسمية ضدهم بعد رصدهم بسبب تلاعبهم وتضليل الرأي والعدالة في قضية محمد كنو التي كسبها ناديه بالثلاثة.. الإيقاف والمنع والتغريم، طبعًا قبل قرار الاستئناف..
شتان ما بين التصريحين، فعباءة رابح تجعلنا نتقدم فنيًّا، وتعرّف جيل الفنانين الكبار الراحلين على الجيل الحالي، بينما عباءة مسلي، تجعلنا نتقادم رياضيًّا، وتكشف لنا واقع بعض المحامين.
اُختير اللون الأسود لرداء المحاماة لكونه يرمز للسلطة والقوة والكرامة والشرف والحكمة، وهي خصال يجب أن يكون عليها كل منتمٍ لهذه المهنة العريقة، وأن يدافعوا عن قضاياهم بالعدل وإظهار الأدلة الحقيقة، ويحترموا اللون الأسود، فاللون “الرمادي” الكثير لا يحبه وليس قاضي “شاهد ما شافش حاجة” لوحده..
لا أميل إلى نادي النصر، لكنيّ إلى العدالة مائل، فعلى بعض المحامين الذين يدلون بآرائهم في قضية كنو احترام مهنتهم وليس كما فعل بعض الصحافيين الرياضيين عندما استخفوا بمنهتهم فافتقدوا احترام الكثير من العقلاء.