|


خالد الشايع
بين الفيحاء والأهلي الفرق في الإدارة
2022-05-08
في وقت يتدرَّب فيه لاعبو فريق الفيحاء الأول لكرة القدم، استعدادًا لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الهلال، يجاهد لاعبو النادي الأهلي لتحسين مستواهم من أجل الهروب من خطر الهبوط، الذي بات يتهدَّد الفريق بشكل جدي بعد تراجعه إلى المركز الـ 15 في سلم ترتيب الدوري. وهنا لا مقارنة بين الفريقين.
مَن ينظر إلى حال الفريقين من خارج السعودية، قد يعتقد أن الفيحاء هو قلعة الكؤوس، وليس الأهلي، الذي يمرُّ بأسوأ مواسمه على الإطلاق.
لا مقارنة بين ما ينفق هنا وهناك، فميزانية الأهلي في الموسم الماضي، كانت عشرة أضعاف ميزانية الفيحاء، لكنَّ الفارق هو في الإدارة، التي سيَّرت النادي بشكل أفضل من نظيرتها.
أنفق الأهلاويون على فريقهم في الموسم الماضي أكثر من 339 مليون ريال، وبلغت إيراداتهم 240 مليونًا، مسجلين ديونًا بأكثر من 98 مليونًا، ما عدا الـ 120 مليونًا التي قال رئيسهم السابق إن وزارة الرياضة سدَّدتها عنهم.
في المقابل، لم تزد ميزانية الفيحاء عن 39 مليونًا، وبديون بلغت 17 مليونًا فقط.
القضية ليست في الإنفاق الفلكي، لكن في طريقة إدارة هذا الإنفاق، فقيمة لاعبي الأهلي السوقية تتجاوز 27 مليون يورو، بمتوسط 757 ألف يورو للاعب الواحد، بينما لا تزيد قيمة لاعبي الفيحاء السوقية عن 9.3 مليون يورو بمتوسط 275 ألفًا فقط. لا يوجد لاعبون في الفيحاء يتقاضون أكثر من مليون يورو، إلا ثلاثة فقط، بينما يتقاضى لاعب الأهلي أليوسكي أكثر من 6.5 مليون يورو دون أن يفيد النادي بشيء.
سيكون من الصادم معرفة أن قيمة العملاق فلاديمير السوقية لا تتجاوز 200 ألف يورو فقط، وهو الحارس الذي تصدَّى لأكثر من 100 كرة في الدوري، وكان سببًا في وصول الفيحاء إلى نهائي الكأس على حساب الاتحاد، متصدر الدوري، بل إن خط دفاع الفيحاء هو الأقوى في الدوري بـ 22 هدفًا فقط في مرماه، وهو دون أي لاعب أجنبي، كما عجز الهلال والاتحاد المدججان بالمهاجمين الأجانب في التسجيل في مرماه.
العبرة ليست في الإنفاق، لكن في طريقة إدارة الأموال، والاختيار المثالي للأسماء، فالأهلي عندما ساءت أموره، بحث عن أمجاد كارلوس إدواردو السابقة، وما زال متمسكًا بتاريخ عمر السومة التليد، ويقود دفاعه محمد خبراني، وخسر أهم عناصره المتمثلة في حارسه محمد العويس. من الواضح أن علة الأهلي تكمن في إدارته.
بالتأكيد الحديث ليس عن الأهلي فقط، فالنصر الذي يمرُّ بموسم صفري للعام الثاني على التوالي، ليس عن الأهلي ببعيد، لكن خطر الهبوط هو ما يجعل وضع النادي الغربي أكثر سوءًا.