|


رياض المسلم
عقوبة «المرئي والمسموع».. ومصنع الحمقى
2022-05-27
يحسب للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع اتخاذها عقوبة فورية تجاه ناشطتين في منصة سناب شات لمخالفتهما المحتوى وبث سلوك غير لائق خارج السعودية، وتغريمهما مبلغ 400 ألف ريال بحسب الأنظمة، وناهز الخبر سرعة الصوت في الوصول إلى رواد منصات التواصل الاجتماعي، وعبر الكثير منهم عن ابتهاجهم بالعقوبة وفئة تطالب بتغليظها..
نعترف بأننا من صنع من الحمقى مشاهير، وجعلنا منهم نجومًا “بلوّنية” معلقة في السماء ننفخها يوميًا لكيلا تسقط، لكننا لم ندرك أن حماقاتهم تتساقط علينا يوميًا لتعكر صفو مجتمعنا فبئس المصنع الذي دشّناه..
ردة فعل الشارع السعودي بعد العقوبة على الناشطتين في السناب شات تدل على أن هناك إرادة قوية من أجل إبطال خطوط إنتاج مصانع الحمقى، وندم على دعمها في البداية هنا لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب لكن على الأقل أن نحافظ عليه..
وجذبتني ردود بعض المغردين حيال العقوبة، والذين أشاروا إلى أن عقوبة الغرامة غير كافية في حقهما ومن يسير على نهجهما وأن هناك عقوبات صارمة يجب أن تنفذ في حقهما من قبل جهات مختصة تصل إلى حد إيقاف الحساب نهائيًا..
أتفق مع ما ذهب إليه هؤلاء.. ففعلًا “من أمن العقوبة أساء الأدب”.. لكن ماذا لو كان “قليل الأدب” وكثير الأخطاء من هؤلاء الحمقى لا يبالي بالعقوبات بل يصنفها رقمًا في مضاعفة عدد المشاهدات وقد يبحث عنها، فبعضهم لديهم هوس الخروج في أجهزة من يتابعونهم حتى ولو كان ظهورهم قد يعرضهم للعقوبة المادية، مدركين ذلك لكن لا ضرر في دفع مبلغ الغرامة لتكون مقابل “الشهرة العكسية” التي يحصلون عليها.
مجتمعنا بحاجة إلى طريقة لنبذ هؤلاء الحمقى، ولن تكون إلا بتكاتف الجميع..
وأتمنى تطبيق ما جاء في حساب الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع والذي بثته عبر موقعه الرسمي وينص على: “تنظيم القطاع الإعلامي المرئي والمسموع والإشراف عليه، ومراقبة محتواه، بما يخدم أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويعزز القيم الثابتة في السعودية”.
وخلال تصفحي للموقع الإلكتروني لحساب الهيئة هناك أيقونة خاصة بالإبلاغ لا يستغرق أقل من ثوان، وهذه هي الخدمة التي نقدمها لمجتمعنا بإعادة تدوير منتجات مصنع الحمقى ونحول خطوط الإنتاج والدعم إلى الأشخاص الناجحين في المجتمع والموهوبين ولنا في جوائز آيسف 2022 خير مثال وتشريف طلبتنا لوطنهم الغالي في المحفل العالمي.