|


تركي السهلي
جائزة فيصل
2022-05-28
أثمرت جائزة الأمير فيصل بن فهد للأبحاث الرياضية والبالغة قيمتها اثنين مليون دولار عن 17 مقترحًا بحثيًا فائزًا، و16 جامعة رئيسة محليّة ودوليّة، و23 باحثًا رئيسًا من 19 جنسيّة. والجائزة سعودية بمواصفات عالمية استقطبت 95 باحثًا، وعدد 435 مقترحًا مُقدّمًا من 63 دولة، وهي تصبّ في مخرجات جودة الحياة بمسارات الصحّة العامّة، والتدريب والتعليم، والبراعم والشباب.
هذا عمل عظيم نفّذه معهد إعداد القادة التابع لوزارة الرياضة، والذي من أهدافه تعزيز البحث العلمي في المجال الرياضي. والجائزة أتت تحفيزًا للقطاع الرياضي وتحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحقيقًا لبناء قطاع حيوي وفعّال ومُنتج بمعايير عالميّة.
والسعودية تتصدّر الدول العربية وتحتل المركز الـ 29 عالميًا لأكثر الدول حصّة في البحث العلمي، وفق مؤشر Nature Index عن عام 2021.
إنّ ربط الرياضة بالدراسات والبحوث الرصينة سُيثمر حتمًا عن تحويل الممارسة إلى نمط علمي، وسيؤدي إلى نقل الرقم المرصود الواقف إلى فاعلية حركية تؤثر في المجتمعات، وتُعطي الجهات المشرفة مناخًا جديدًا لرسم وإقرار السياسات.
والرياضات كُلّها تتعامل مع الأرقام والتسارع والغذاء والمنشأة والعنصر المؤهل، ولا يمكن لأحد في هذا الزمن والذي قبله أن يفصل بين التأهيل بما فيه من دراسة وعلم وأدوات وبين الشكل النهائي للممارس في أي مسابقة ذات إيقاع جسدي المرتبطة به في الأصل ارتباطًا أصيلًا.
ومن هنا ومع ما يصدر من مخرجات علميّة فإن الإنسان والآلة والوجبة الغذائية على خطٍ واحدٍ في تكوين البطل وتوفير الصناعة المكتملة للرياضي واستدامة العوائد البشرية والماليّة في الطريق نحو الاكتمال.
إن الإنسان العادي الممارس للرياضة بحاجة لمضمار وهواء وشجرة وغذاء لتعزيز قدراته، وهو محتاج لظروف حياتية مصنوعة ومتوفّرة من مجتمع متعلّم ومنفتح على الثقافات وأنماط الحياة.
لقد أعطت المُدن الكُبرى مُجتمعاتها بُنى تحتيّة على الأرض كي تركض في أي وقت عبر ارتياد حديقة مفتوحة أو ممشى مخصّص أو دائرة ماء تصدّر الهواء النظيف، ووفّرت الأدوات العامّة كي يستخدمها الإنسان لبناء قدراته واستطالة عمره وهو ينعم بالقوّة ودون تكاليف زائدة من الأمراض.
إنّنا ونحن نتجه نحو الحيوية نرمي خلف ظهورنا مُسبّبات الوهن ومُثبّطات الانطلاق ونفتح للعقول قبل الأجساد مسارات جديدة، ونعبر بالأفكار النيّرة والأجيّال الصحيحة إلى أن نكون مؤثرين في ذواتنا ومنها وللمحيط من الناس ولكي نقف على مساراتنا بلا خوف أو ضعف ثم الوصول إلى ساعتنا التي أخذنا دقائقها ودورانها من صميم قلوبنا السليمة.