تأخرت في قراءة (قصة حياتي) لشارلي شابلن، وما يثير حزني على نفسي أنني لم أكن أعلم بأنه كتب قصة حياته، كانت لدي معلومات، سبق وقرأت كتيباً صغيراً عنه، لكنه كان قطرة في بحر ما كتبه هو عن حياته.
لم أتفاجأ من أسلوبه الأدبي الجميل، فمثله وهو الذي جمع الكتابة للمسرح والسينما والتمثيل والإخراج، لن تنقصة موهبة الكتابة الجذابة للقراء، لم أنهِ القراءة للآن، وما زلت في منتصف الكتاب، وهو من النوع الذي إذا بدأت في قراءته ينسيك الوقت والمكان الذي أنت فيه، ويأخذك داخل أحياء لندن ونيويورك، وكأنك تشاهدها وتمشي في طرقاتها، والكتاب إلى غاية الآن ينقسم بالنسبة لي إلى ثلاثة حكايات، الفقر، والأم، والنهوض من تحت الصفر، وليس البدء من الصفر، فالصفر الذي نعرفه لم يكن يعني أنك لا تملك ما تسد به جوعك، ولا يعني، ولو بالخيال، أن أمك دخلت لمصحة الأمراض العقلية بسبب الجوع، عندما فضّلت أن تطعم ابنها بدلاً من أن تقتسم الطعام القليل معه.
في الكتاب محطات للتأمل في جوانب الحياة، وكل ما فيها من مصاعب، وسقوط، ونهوض، ويأس، وأمل.
يروي شارلي عن ابتكاره لشخصية المتشرد، التي عرفها العالم، ومع أنه كتب سطوراً قليلة عن ابتكارها، إلا أن تلك السطور قد تصور للقارئ أنها صدفة، وهي بعيدة كل البعد عن الصدفة، فشارلي، الموهوب بالفطرة، احتاج سنوات من تراكم الخبرة، التي جمعها من تجارب النجاح والفشل معاً، لكي يصل إلى شخصية المتشرد، الذي يرتدي بنطلوناً عريضاً وقبعة صغيرة، ويملك شارباً سميكاً، ممسكاً عصاه التي لا تفارقه، كانت لحظات من عصارة أفرزها عقل فنان، بكل ما لهذه الكلمة من أبعاد، كان المخرج قد طلب منه أن يضع المكياج لشخصية المخبر الصحافي، التي سيؤديها في الفيلم (لم أكن أعرف إطلاقاً كيف عليّ أن أضع المكياج. لم يكن لباسي مناسباً كمخبر صحافي يروق لي، لكن على طريق غرفة الثياب، قلت إني سأرتدي سروالاً واسعاً جداً وحذاءً ضخماً، وأزين ذلك بعصا وقبعة، كنت أريد أن يكون كل شيء متناقضاً: السروال مبالغ في اتساعه، والثوب ضيق، والقبعة صغيرة جداً، والحذاء ضخم، وكنت أتساءل إذا كان علي أن أبدو شاباً أو عجوزاً، لكن بما أني تذكرت أن سينيت (المنتج) كان قد ظنني أكبر سناً، أضفت شارباً صغيراً بدا لي أنه يعطيني عدة سنوات إضافية من دون أن يخفي تعبيري) خلال ثوانٍ فقط توصل شارلي إلى شكل الشخصية التي ستصبح الأشهر في تاريخ السينما، كانت مكافأة ثمينة على صبره وكفاحه، وتقديراً لموهبته، وكان يستحقها لأنه استطاع الحفاظ عليها، وتقدميها بالشكل الذي نال إعجاب واحترام العالم.
لم أتفاجأ من أسلوبه الأدبي الجميل، فمثله وهو الذي جمع الكتابة للمسرح والسينما والتمثيل والإخراج، لن تنقصة موهبة الكتابة الجذابة للقراء، لم أنهِ القراءة للآن، وما زلت في منتصف الكتاب، وهو من النوع الذي إذا بدأت في قراءته ينسيك الوقت والمكان الذي أنت فيه، ويأخذك داخل أحياء لندن ونيويورك، وكأنك تشاهدها وتمشي في طرقاتها، والكتاب إلى غاية الآن ينقسم بالنسبة لي إلى ثلاثة حكايات، الفقر، والأم، والنهوض من تحت الصفر، وليس البدء من الصفر، فالصفر الذي نعرفه لم يكن يعني أنك لا تملك ما تسد به جوعك، ولا يعني، ولو بالخيال، أن أمك دخلت لمصحة الأمراض العقلية بسبب الجوع، عندما فضّلت أن تطعم ابنها بدلاً من أن تقتسم الطعام القليل معه.
في الكتاب محطات للتأمل في جوانب الحياة، وكل ما فيها من مصاعب، وسقوط، ونهوض، ويأس، وأمل.
يروي شارلي عن ابتكاره لشخصية المتشرد، التي عرفها العالم، ومع أنه كتب سطوراً قليلة عن ابتكارها، إلا أن تلك السطور قد تصور للقارئ أنها صدفة، وهي بعيدة كل البعد عن الصدفة، فشارلي، الموهوب بالفطرة، احتاج سنوات من تراكم الخبرة، التي جمعها من تجارب النجاح والفشل معاً، لكي يصل إلى شخصية المتشرد، الذي يرتدي بنطلوناً عريضاً وقبعة صغيرة، ويملك شارباً سميكاً، ممسكاً عصاه التي لا تفارقه، كانت لحظات من عصارة أفرزها عقل فنان، بكل ما لهذه الكلمة من أبعاد، كان المخرج قد طلب منه أن يضع المكياج لشخصية المخبر الصحافي، التي سيؤديها في الفيلم (لم أكن أعرف إطلاقاً كيف عليّ أن أضع المكياج. لم يكن لباسي مناسباً كمخبر صحافي يروق لي، لكن على طريق غرفة الثياب، قلت إني سأرتدي سروالاً واسعاً جداً وحذاءً ضخماً، وأزين ذلك بعصا وقبعة، كنت أريد أن يكون كل شيء متناقضاً: السروال مبالغ في اتساعه، والثوب ضيق، والقبعة صغيرة جداً، والحذاء ضخم، وكنت أتساءل إذا كان علي أن أبدو شاباً أو عجوزاً، لكن بما أني تذكرت أن سينيت (المنتج) كان قد ظنني أكبر سناً، أضفت شارباً صغيراً بدا لي أنه يعطيني عدة سنوات إضافية من دون أن يخفي تعبيري) خلال ثوانٍ فقط توصل شارلي إلى شكل الشخصية التي ستصبح الأشهر في تاريخ السينما، كانت مكافأة ثمينة على صبره وكفاحه، وتقديراً لموهبته، وكان يستحقها لأنه استطاع الحفاظ عليها، وتقدميها بالشكل الذي نال إعجاب واحترام العالم.