|


تركي السهلي
مدربون أوروبيون
2022-07-23
المدربون الأوروبيون يسيطرون على معظم المقاعد التدريبية لدى الفرق السعودية في الموسم الجديد المقبل من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين. اثنا عشر مدربًا من القارة العجوز من أصل ستة عشر مقعدًا في الدوري بأكمله. هذا مؤشر ممتاز وعلامة نجاح مبدئية للأندية التي عانت طويلًا من الرحالين في المنطقة الذين يتنقلون بين دول الخليج كما لو كانت منطقة تقاعد.
والوصول الأوروبي لأنديتنا المحليّة يتفاوت في مستوى ومكانة المُدرّب ويبقى النصر والاتحاد هما من ظفرا باسمين كبيرين والمتمثّلين برودي جارسيا ونونو سانتوس مع الانتظار للشباب بأن يلحق بهما في استقطاب اسم كبير من أوروبا.
والمدرب أساس في تطوير اللعبة وارتفاع الجاذبية وزيادة التنافسية ورفع مستوى اللاعب وكان من المفترض أن تكون هناك معايير للاستقطاب من قبل اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم كأن يتم التعاقد مع المدربين وفق تصنيف منتخبات بلدانهم في “فيفا” ووفق عدد الممارسين والأكاديميات والدوريات الكبيرة، لكن اللجنة لديها مهام أخرى أعانها الله وسدّد خطاها. وبالنظر إلى الأعداد المُتعاقد معها فقد قلّ عدد مدربي أمريكا الجنوبية وهذا أمر ممتاز إلى جانب حصول العرب على مقعد واحد فقط وهذه علامة رائعة أيضًا وإن كان الألم يسكننا بسبب خلو قائمة التدريب من اسم سعودي كمدير فني لأي من الأندية وهذا ربما يعود إلى انشغال السادة في اللجنة الفنية ببرامج الإعداد والتهيئة وتحقيق الأرقام ومطاردة المُعدّلات، أعانهم الله وسدّد خطاهم.
إن المدرب ليس مجرد اسم ويجب أن تكون شخصيته وسماته الفردية معيارًا أساسيًا في تقييمه ودراسة ملفّه من قبل أي نادٍ يرغب في التعاقد معه كما أن تهيئة الأجواء له ولطاقمه مُحفّز كبير له للعمل والإنتاج وتحقيق النجاح.
لقد أفرزت أسماء تدريبية لاعبين لدينا سواء من مرحلة بعيدة أو قريبة مثل اليوغسلافي بروشتش وماجد عبد الله في نهاية السبعينيات الميلادية والتي لا ينفك ماجد بعد اعتزاله بنحو ربع قرن من تذكّر الرجل وتأثيره فيه. والأمر ينسحب على تعامل البلجيكي ديمتري مع اللاعب محمّد نور ومدى تأثير العجوز الأوروبي على ابن مكّة وأسطورة العميد.
إن تجاربنا المؤلمة مع الحضور السريع والرحيل الأسرع للمدربين تتطلّب مراقبة مكاتب التعاقدات وعلاقة رؤساء الأندية بذلك وإلى أي مدى يمكن أن يكون ذلك مدعاة لتحقيق مبالغ للفرد وزيادة الكلفة على النادي. إنّنا لا نريد الغموض بقدر ما نريد مدربين محترمين ورؤساء نُزهاء.