انشغل العالم بزيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، وراقب الآلاف مسار طائرتها في الأجواء، ووضع الملايين من سكان العالم أيديهم على قلوبهم خوفًا من رد صيني عسكري يكون بداية للحرب.
ومع أننا بعيدون جغرافيًا إلا أني وبعد دقائق من التفكير وجدت نفسي أدعو الله أن لا تقع حرب بين البلدين الكبيرين، وأول الأسباب إنسانية طبعًا فلا يوجد عاقل تسعده مشاهد الحروب وموت الإنسان، لكن السبب الثاني والمهم جدًا هو أن وقوع هذه الحرب قد يعني تعثر وصول البضائع الصينية، وبحسبة سريعة وجدت أن الآيباد الذي كنت أقرأ منه قد صنع في الصين مع أن شركته أمريكية، والحقيبة التي أحمل فيها الآيباد صنعت في الصين مع أن شركتها إسبانية، و(لمبة) الإنارة في الغرفة صناعة صينية، وفنجان القهوة الذي أشرب منه صيني، ثم التفت إلى ملابسي فوجدت أنها إما مصنوعة في الصين أو في شرق آسيا، ثم وسعت النظر أكثر في المكان فوجدت نفسي قد تسوقت معظم الأشياء من الصين مع أن الصين تبعد آلاف الكيلو مترات. حروب الدول الصناعية الكبرى، خصوصًا الصين، لا تتوقف آثارها عند مساحة جغرافية، بل تطوف أنحاء العالم ولا تترك مدينة أو قرية دون أن تضع بصمتها عليها. عندما وقعت الحرب الروسية الأوكرانية أعلنت الدول الأوروبية مقاطعة روسيا على كل الأصعدة عقابًا لها، وامتنعت عن استيراد البضائع الروسية، ثم وجدت نفسها بعد مدة تخفف من العقوبات فاستثنت القمح والغاز، والغاز في أوروبا عصب حياة، فبالإضافة لحاجة المصانع إليه فإن حاجة الناس له في الشتاء يشبه حاجتنا لأجهزة التبريد في الصيف، لقد وجدت الدول الأوروبية نفسها في شراكة عميقة مع الروس لم تكن قادرة على فكها والخروج منها، أما الصين فشراكتها مع العالم كله، وما يؤثر على شنغهاي يؤثر على سانتياغو التشيلية. أظهرت حرب روسيا وأوكرانيا وما تسببته رحلة بيلوسي من خوف وقوع الحرب أن الدول متشاركة بالضرورة، فإما أن تقيم فيما بينها اتفاقات تحترم حقوق الآخر ولا تنتقص منه ولا تسمح لدولة ما بالبلطجة، لكي يحصل العالم على مدة سلام أطول، أو على كل دولة أن توجد لها أسلوب حياة يغنيها عن ربط أساسيات حياتها بغيرها. وأنا أكتب المقال تذكرت حكاية الزميل الشامي الذي كان يردد بأنه يعيش بأسلوب أحد كهول حارته، وأظن أن كنيته أبو رامي، وعندما سألته وما هو أسلوب أبو رامي فقد يكون أفضل من النظريات والمحاضرات، أجاب: أسلوبه هو العيش دون الحاجة لأحد قدر المستطاع، لذلك أعيش دون قروض أو بطاقات ائتمان بنكية، سيارة عتيقة أملكها خير من مرسيدس أدفع أقساطها بالفوائد، لا عقود تتطلب أقساط شهرية حتى إن كانت للإنترنت، شقة صغيرة جداً أمتلكها خير من العيش في فيلا مستأجرة، لا أعتاد على أسلوب حياة لمجرد أنه السائد، ولا أعتاد على شيء لا أستطيع الاستغناء عنه فوراً، لذلك لم أشرب سيجارة في حياتي، وتمنيت لو أني استطعت فعل كل ما كان أبو رامي يفعله، كان بيضه الذي يأكله صباحاً من دجاجه، والحليب والأجبان من بقرته، ويضيف الزميل: منذ أن اتبعت أسلوب أبو رامي وأنا أعيش بأقل قدر من المشاكل وأكثر قدر من الراحة.
ومع أننا بعيدون جغرافيًا إلا أني وبعد دقائق من التفكير وجدت نفسي أدعو الله أن لا تقع حرب بين البلدين الكبيرين، وأول الأسباب إنسانية طبعًا فلا يوجد عاقل تسعده مشاهد الحروب وموت الإنسان، لكن السبب الثاني والمهم جدًا هو أن وقوع هذه الحرب قد يعني تعثر وصول البضائع الصينية، وبحسبة سريعة وجدت أن الآيباد الذي كنت أقرأ منه قد صنع في الصين مع أن شركته أمريكية، والحقيبة التي أحمل فيها الآيباد صنعت في الصين مع أن شركتها إسبانية، و(لمبة) الإنارة في الغرفة صناعة صينية، وفنجان القهوة الذي أشرب منه صيني، ثم التفت إلى ملابسي فوجدت أنها إما مصنوعة في الصين أو في شرق آسيا، ثم وسعت النظر أكثر في المكان فوجدت نفسي قد تسوقت معظم الأشياء من الصين مع أن الصين تبعد آلاف الكيلو مترات. حروب الدول الصناعية الكبرى، خصوصًا الصين، لا تتوقف آثارها عند مساحة جغرافية، بل تطوف أنحاء العالم ولا تترك مدينة أو قرية دون أن تضع بصمتها عليها. عندما وقعت الحرب الروسية الأوكرانية أعلنت الدول الأوروبية مقاطعة روسيا على كل الأصعدة عقابًا لها، وامتنعت عن استيراد البضائع الروسية، ثم وجدت نفسها بعد مدة تخفف من العقوبات فاستثنت القمح والغاز، والغاز في أوروبا عصب حياة، فبالإضافة لحاجة المصانع إليه فإن حاجة الناس له في الشتاء يشبه حاجتنا لأجهزة التبريد في الصيف، لقد وجدت الدول الأوروبية نفسها في شراكة عميقة مع الروس لم تكن قادرة على فكها والخروج منها، أما الصين فشراكتها مع العالم كله، وما يؤثر على شنغهاي يؤثر على سانتياغو التشيلية. أظهرت حرب روسيا وأوكرانيا وما تسببته رحلة بيلوسي من خوف وقوع الحرب أن الدول متشاركة بالضرورة، فإما أن تقيم فيما بينها اتفاقات تحترم حقوق الآخر ولا تنتقص منه ولا تسمح لدولة ما بالبلطجة، لكي يحصل العالم على مدة سلام أطول، أو على كل دولة أن توجد لها أسلوب حياة يغنيها عن ربط أساسيات حياتها بغيرها. وأنا أكتب المقال تذكرت حكاية الزميل الشامي الذي كان يردد بأنه يعيش بأسلوب أحد كهول حارته، وأظن أن كنيته أبو رامي، وعندما سألته وما هو أسلوب أبو رامي فقد يكون أفضل من النظريات والمحاضرات، أجاب: أسلوبه هو العيش دون الحاجة لأحد قدر المستطاع، لذلك أعيش دون قروض أو بطاقات ائتمان بنكية، سيارة عتيقة أملكها خير من مرسيدس أدفع أقساطها بالفوائد، لا عقود تتطلب أقساط شهرية حتى إن كانت للإنترنت، شقة صغيرة جداً أمتلكها خير من العيش في فيلا مستأجرة، لا أعتاد على أسلوب حياة لمجرد أنه السائد، ولا أعتاد على شيء لا أستطيع الاستغناء عنه فوراً، لذلك لم أشرب سيجارة في حياتي، وتمنيت لو أني استطعت فعل كل ما كان أبو رامي يفعله، كان بيضه الذي يأكله صباحاً من دجاجه، والحليب والأجبان من بقرته، ويضيف الزميل: منذ أن اتبعت أسلوب أبو رامي وأنا أعيش بأقل قدر من المشاكل وأكثر قدر من الراحة.