كنت أقدم ضيوف الإذاعة حسب تخصصاتهم، الفنان والكاتب والشاعر والأديب، لم يكن منهم أبدًا اليوتيوبر ولا السنابي ولا القيميرز ولا التيك توكر، أما اليوم فمشهد النجوم في الوسائل الإعلامية سيبدو ناقصًا من دون هؤلاء، بل سيبدو من دونهم عالمًا غارقًا في عزلته.
فمشاهير السوشل ميديا يعرفهم ويتابعهم الملايين. قبل عشر سنوات حضرت مؤتمرًا إعلاميًا وشاهدت تجمعًا حول أكثر من شاب وعندما سألت عنهم قيل لي بأنهم يوتيوبيون، وآخر حفل إعلامي حضرته قبل عدة أشهر شاهدت فيه الناس يلتقطون الصور مع أحد الشباب، قيل لي بأنه سنابي شهير، ومنذ انتشار التيك توك بدأت أسمع بالتيك توكريين. ومن المؤكد أن تطبيقات جديدة قادمة سيكون لها نجومها. تذكرني سرعة التغيير التي يديرها الإنترنت بظهور الآلة في المصانع، حينها كانت مفاهيم العمل تتغير بشكل كبير، مثلما يتغير المشهد اليوم بسرعة طائرة أسرع من الصوت. وهذه السرعة هي ما ستنقلنا في سنوات قليلة إلى تغييرات كبيرة عن عالم اليوم الذي نعتبره عالمًا جديدًا، للدرجة التي ستنضم فيه شخصيات لن تكون موجودة على أرض الواقع، فالجديد في عالم الإنترنت والتواصل عن بُعد أن البشر على موعد مع عالم لا تعرف فيه الحقيقي من المزيف، لشدة الشبه بين الاثنين، الأول هو عالمنا الواقعي، والثاني هو العالم الافتراضي، وما سيواجهه البشر أن الافتراضي سيكون أشبه بالواقعي دون أن نستطيع تمييزه؟ تخيل عزيزي القارئ بأنك وعبر السوشل ميديا تتابع إحداهن وتضع اللايكات على صورها وعلى ما تكتبه، وقد تعجب بها وترى فيها الفتاة التي سكنت خيالك، ثم وبعد مدة من الزمن تكتشف أنها ليست حقيقية، بل مجرد رسومات دقيقة لفتاة جميلة، يرسمها ويدير حسابها أحدهم، هذا ما تفاجأ به آلاف المتابعين لما يفترض أنها فتاة كورية اسمها روزي، وصل عدد متابعيها 130 ألفًا على الإنستجرام، وكانت تستقبل عشرات الرسائل من الرجال الذين يعبّرون عن محبتهم وجديتهم للارتباط بها. وحكاية روزي ليست عادية، لأنها مقدمة سريعة عن عالم قادم يصعب التفريق فيه بين الحقيقي والمزيف. سيأخذنا العالم الافتراضي إلى اختلافات كثيرة عن عالم اليوم، ولا أعتقد بأننا سننتظر زمنًا طويلًا لنشاهد حفلات غنائية يحييها فنانين افتراضيين، وقد يكون ذلك في الوقت الذي يكون فيه نجوم السينما ممثلين افتراضيين، وسيكونون مقنعين للجمهور، مثلما أقنعت الافتراضية الكورية روزي 130 ألف متابع. قد تكون قراءة سريعة لما تحضّر له (ميتا) المالكة للفيس بوك كافية لكي نتعرف على الواقع القادم، أنهم يعملون على فرض أسلوب حياة جديد، يديرونه بالطريقة التي تناسبهم، وتزيد من سيطرتهم وأرباحهم.
فمشاهير السوشل ميديا يعرفهم ويتابعهم الملايين. قبل عشر سنوات حضرت مؤتمرًا إعلاميًا وشاهدت تجمعًا حول أكثر من شاب وعندما سألت عنهم قيل لي بأنهم يوتيوبيون، وآخر حفل إعلامي حضرته قبل عدة أشهر شاهدت فيه الناس يلتقطون الصور مع أحد الشباب، قيل لي بأنه سنابي شهير، ومنذ انتشار التيك توك بدأت أسمع بالتيك توكريين. ومن المؤكد أن تطبيقات جديدة قادمة سيكون لها نجومها. تذكرني سرعة التغيير التي يديرها الإنترنت بظهور الآلة في المصانع، حينها كانت مفاهيم العمل تتغير بشكل كبير، مثلما يتغير المشهد اليوم بسرعة طائرة أسرع من الصوت. وهذه السرعة هي ما ستنقلنا في سنوات قليلة إلى تغييرات كبيرة عن عالم اليوم الذي نعتبره عالمًا جديدًا، للدرجة التي ستنضم فيه شخصيات لن تكون موجودة على أرض الواقع، فالجديد في عالم الإنترنت والتواصل عن بُعد أن البشر على موعد مع عالم لا تعرف فيه الحقيقي من المزيف، لشدة الشبه بين الاثنين، الأول هو عالمنا الواقعي، والثاني هو العالم الافتراضي، وما سيواجهه البشر أن الافتراضي سيكون أشبه بالواقعي دون أن نستطيع تمييزه؟ تخيل عزيزي القارئ بأنك وعبر السوشل ميديا تتابع إحداهن وتضع اللايكات على صورها وعلى ما تكتبه، وقد تعجب بها وترى فيها الفتاة التي سكنت خيالك، ثم وبعد مدة من الزمن تكتشف أنها ليست حقيقية، بل مجرد رسومات دقيقة لفتاة جميلة، يرسمها ويدير حسابها أحدهم، هذا ما تفاجأ به آلاف المتابعين لما يفترض أنها فتاة كورية اسمها روزي، وصل عدد متابعيها 130 ألفًا على الإنستجرام، وكانت تستقبل عشرات الرسائل من الرجال الذين يعبّرون عن محبتهم وجديتهم للارتباط بها. وحكاية روزي ليست عادية، لأنها مقدمة سريعة عن عالم قادم يصعب التفريق فيه بين الحقيقي والمزيف. سيأخذنا العالم الافتراضي إلى اختلافات كثيرة عن عالم اليوم، ولا أعتقد بأننا سننتظر زمنًا طويلًا لنشاهد حفلات غنائية يحييها فنانين افتراضيين، وقد يكون ذلك في الوقت الذي يكون فيه نجوم السينما ممثلين افتراضيين، وسيكونون مقنعين للجمهور، مثلما أقنعت الافتراضية الكورية روزي 130 ألف متابع. قد تكون قراءة سريعة لما تحضّر له (ميتا) المالكة للفيس بوك كافية لكي نتعرف على الواقع القادم، أنهم يعملون على فرض أسلوب حياة جديد، يديرونه بالطريقة التي تناسبهم، وتزيد من سيطرتهم وأرباحهم.