|


عدنان جستنية
إن لم أبكِ الاتحاد فمن أبكيه؟
2022-08-08
خانتني العبرة، خانتني السنين، خانتني اللحظة، فبكيت في ساعة صدق الاتحاد، وإن لم أبكِ الاتحاد فمن أبكيه؟!
وأنا أراه قبل موسمين منهاراً على وشك السقوط، لعل هناك من يقدر دمعة لم تستأذني عند هبوطها، دمعة لم تكن ملكي لوحدي فحسب إنما كانت “مخنوقة” في عيون ملايين الملايين من عشاق العميد ومكتومة في قلوب كانت تنتظر من يفصح عن آلامها وأوجاعها وخوف تتأمل من يعبر عنها لعلها تجد من يمسحها ويخفيها لتصبح تلك الدموع الغالية نبراساً لمعنى الحب الصادق الذي يغني عن ألف كلمة مكتوبة ورواية “مهوية”وصرخة غير مسموعة ولتبقى صورة مؤثرة لكل من شاهدها وتأثر بها يزينها التاريخ ببرواز بكاء العظماء.
ـ بكيت الاتحاد ولم أندم أني بكيت علماً من أعلام الرياضة والأندية والكرة السعودية، بكيته وأنا لست من يتصنع البكاء، أعترف أن دمعتي عزيزة ولا تسقط إلا من خشية الله ولفقدان عزيز ومن استنكرها وسخر منها فلن ألومهم كيف لي أن ألوم “المجانين”!
ـ استنكروا وسخروا من دمعتي الحزينة لأنهم فقدوا مشاعر لا يستطيعون الوصول إليها لأنهم لم يعيشوا أجواء حب مختلف ومن نوع آخر لم يتذوقوا طعمه وأفراحه وأحزانه إلا رواية نمضي سوياً كتبت للتسلية، بينما أنا عشت جمال معانيها مشجعاً وصحفياً وخادماً لهذا الكيان الكبير، مؤسساً من خلاله للمراكز الإعلامية والتي باتت معلماً حضارياً نراها في جميع قطاعات الدولة الحكومية والخاصة.
ـ بكيت الاتحاد بدمعة أحسست بمعنى غلاوتها وقيمتها بحجم ردة فعل من تأثروا بها، سمعتها تناجي دمعتي براً وبحراً وفضاءً في المكتب والملعب في كل بيت وشارع ومقهى، كما بكيت الاتحاد حزناً وألماً ستبكيه بدمعة عز وانتصار وشموخ وأعلم أن من أوجعوك وأوجعوا الاتحاد “شماتة” أبشر فردنا عليهم سيكون أقرب إلى مظاهرة فرح ترفع رأسك ورأس كل اتحادي.
ـ من عيروني بتلك الدمعة الغالية أراهم اليوم يتمنونها، دموع سقطت عبر حروف باكية “آه يا أهلي” ولكن انهمرت دماً في الوقت الضائع بعد فوات الأوان عبر لحن يستعرض بطولة “واهية” مكتوبة حرفاً وكلمة لرواية حزينة على جثة هامدة لم يعد لها طعم ولا ذوق ولا رائحة تسترجي دمعتي لعل هناك من يحضرها ويحس بألم الفراق لتبقى آهاتهم بلا عنوان ولا هوية تختفي خلفها دموع القهر تتوسل البقاء والشفقة والرحمة ورواية فيها هبوط القيم والأخلاق والإنسانية تستدعي الكذب في مضامينها وتسترضي الظلم لعله يقف معها وهي تبكي دماً تصرخ آه آه آه “أنقذوا الأهلي” ولو بقرار ظالم.