|


رياض المسلم
«بغى يقرصني» في صدر المجلس
2022-09-02
تظهر شابة ممن يطلق عليهم “مؤثرات السوشال ميديا” في مقطع فيديو متأنقة وفي كامل زينتها، ويبدو أن الكمال في الشكل لديها ومن على خطاها يرجح على العقل، تحضر إحدى الفعاليات الرسمية محاطة بأكثر من خمسة رجال مفروديّ العضلات كحماية شخصية لها، وفي قرارة أنفسهم يرددون “قاتل الله الحاجة”، وتمشي في أركان الفعاليات وكأنها نجمة من هوليوود وهي حتى المنطقة الأمريكية لا تستطيع نطقها جيدًا..
مثل هذه المقاطع للكثير من حمقى وسائل التواصل الاجتماعي اعتدنا على مشاهدتها مكرهين، ويقتحم غباؤهم أجهزتنا الذكية عنوة، فهم ليسوا غبارًا نستطيع أن نحمي أنفسنا منه بإغلاق النوافذ أو مطرًا نلجأ إلى المظلات لتمنع تساقط قطراته على رؤوسنا لكنهم بلاء مجتمعي لا مفرّ منه..
بالعودة إلى “المؤثرة” فينا بحماقاتها، والتي سقطت على المجتمع وبرشوتها تملؤها التفاهات، فكيف لجملة تصدرها من كلمتين تصدرها عبر جوالها يتناقلها المجتمع فتصبح نجمة لامعة تحاط بالحراس الشخصيين وتدعى إلى فعاليات كبرى ورصيدها يغص بالغث، وحتى العقوبات التي أصدرتها هيئة الإعلام المرئي والمسموع في حقها، لم تجعل منظمي تلك الفعاليات والمسؤولين عنها يخجلون من دعوة أمثالها وتقدم في صدر المجالس.
كان لنا في تجربة الحرب على وباء كورونا خير مثال في التصدي لحمقى السوشال ميديا وإيقاف مدهم الذي تحول إلى فيضان وهدم منازلنا، وتوقفت الكثير من الجهات الحكومية والخاصة عن دعوتهم إلى مناسباتها بعد أن أسقطتهم في ذلك الزمن من حساباتها، فتنفست أجهزتنا حينها هواءً نقيًا خاليًا من شوائبهم، ولكن يبدو أن بعض المنظمين ذاكرتهم سمكية فعادوا إلى ما كانوا عليه..
لست ضد دعوة هؤلاء “المهرجين” في الفعاليات، فنحتاج بالطبع إلى من يجذب انتباه الحضور، وإلا لما كان السيرك موجودًا والشخصيات المضحكة، لكنني ضد أن يقدموا بأنهم نجوم مجتمع أو يلبسوا عباءة الإعلام، فهنا لا بد من تدخل الجهات ذات العلاقة لمنعهم وإيجاد نظام يحمي حقوق أهل المهنة التي دلسها الكثير من هؤلاء الحمقى.. فجدار الإعلام ليس قصيرًا إلى هذا الحد.. وكذلك التمثيل وغيره من المهن.
وفي زاوية أخرى، أراقب المشهد للفتاة المشهورة ذاتها بعين غير السعودي، وبالتأكيد سيسأل حينها من هذا الشخص المحاط بالجمهور ويحضر بصفة رسمية إلى فعالية كبرى ويحميه الحرس الشخصي وبالطبع هو مشهد لا يراه كثير لديهم.. وقتها بماذا سأجيب؟ أو أكتفي بقول هي صاحبة تاريخ عظيم اختزلته في جملة “بغى يقرصني”.. أهل العقول في راحة..