|


رياض المسلم
«عندي كلام لكن ما معي فلوس المحامي»
2022-10-15
مصادر الدخل اختلفت في زمن “السوشال ميديا”، فبعيدًا عن الإعلانات التجارية فإن هناك قناة لكسب الأموال تضاهي الإعلان إن لم تتجاوزه، ألا وهي “المنشن” أو ردود فعل المتابعين على بعض التغريدات في منصات التواصل الاجتماعي، والتي تجعل منهم ضحية غضبهم وعدم التحكم “إلكترونيًّا في ردود أفعالهم” فيدخلون في دوامة رفع القضايا.
خلال تصفحي لمنصة تويتر، فإذا بتغريدة لبعض من مهرجي السوشال ميديا يظهرون في مقطع فيديو يبكون، طبعًا في تصنيفهم بأنه موقف كوميدي وهم أبعد عن ذلك مسافة الشمس عن الأرض، وتجذبني ردود فعل الزميل العزيز الصحافي عبد الله الغنمي بطريقته المهذبة عليهم ومن خلاله شاهدت المقطع، وتصفحت “المنشن” لمعرفة هل الفيديو مضحك بالفعل أو ذائقتي الفنية ذهبت حواسها، لكن الردود عززت من ثقتي في نفسي وأن الذائقة لم ترحل.
غضب وسخرية من المقطع الذي صوّره هؤلاء المهرجون والكثير من التعليقات تبرهن مدى عقلانية أصحابها بعكس أبطاله، وهناك بعض الردود “المتهورة” التي تدخل كاتبيها في مسائل قانونية وتخضعهم للعقوبة، ولكن أكثر رد أعجبني مغرد كتب: “والله عندي كلام بس ما معي فلوس المحامي”.
يعتقد البعض أن التفاعل والغضب تجاه تصرفات حمقى “السوشال ميديا” والرد عليهم بأنهم سيرتدعون أو يتراجعون عن تشويه صورتهم في أعين المجتمع، بل بالعكس يزيدهم الأمر تعنتًا ويصنفون ذلك نجاحًا، ومن الطبيعي أن تختلف موازين الحياة السويّة لديهم.
أحد هؤلاء المشاهير في السوشال ميديا يردد بأنه كلما احتاج إلى الأموال دخل المنشن الخاص به وبدأ في رفع شكاوى على من يسيء له وكسب التعويض المادي، وطبعًا هو حق يكفله له النظام.
الأمر لا يقتصر على الكبار بل هناك صغار في السن يردون غاضبين على هؤلاء غير مدركين عواقب الأمور، فتبدأ بعدها رحلة “حب خشوم مشاهير الفلس”، ويدخلون أهاليهم في صراعات قانونية والبحث عن محامين.
لذا على مرتادي السوشال ميديا ألَّا تستفزهم حماقات مهرجي ومهرجات منصات التواصل وتخرجهم عن طورهم، وندرك بأنهم فعلًا آفة في مجتمعنا ولوثوه إلكترونيًا واقتحموا أجهزتنا عنوة، لكن التحكم في ردود الأفعال هو الأهم، وكذلك على الجهات المختصة أن تقدم دورات وندوات وإرشادات بشكل دوري للجميع، تثقفهم قانونيًا وتكشف لهم عواقب المخالفات الإلكترونية وعقوباتها.