|


فهد الروقي
«بين التناغم والخوف»
2022-10-21
استضاف الزميل بتال القوس في برنامجه الشهير (في المرمى) رئيس اتحاد القدم ياسر المسحل في مرحلة مهمة جدًّا للكرة السعودية ولاتحاد القدم وللمسحل شخصيًّا، فالمنتخب يستعد لنهائيات كأس العالم بعد توقف للنشاط الكروي وصفه البعض بأنه طويل، وبرره المسحل في مناسبتين أولاهما لم يكن مقنعًا فكان التراجع السريع بالتبرير الثاني، ويبدو أن رئيس اتحاد القدم قد تعوّد في الفترة الأخيرة على التصاريح والتراجع عنها كما حدث في موضوع التوثيق ومعاييره (سترضي الجميع)، ثم في أسباب توقف الدوري الآنفة الذكر، ثم في التوثيق قبل بدء الاتحاد أو بعده.
ثاني التحوّلات تأتي في ملف التوثيق الشائك وعلاقته الغريبة قبل كل كأس عالم، وأغلب الظن أننا سنرى مثل هذه الأطروحات قبل كأس العالم 2026، وحينها سيكون التوثيق لم يعتمد بعد.
والتحوّل الثالث هو في وضعية رئاسة اتحاد القدم، بعد أن أبدى المسحل رغبته في الترشّح لولاية ثانية، وأغلب الظن أنه سيفوز سواء بالتزكية أو لعدم قدرة منافسه على المنافسة، ومن وجهة نظر خاصة أعتقد أنه الأجدر بذلك، بعد النجاحات التي تحققت في فترته الحالية.
نعود للاستضافة التلفزيونية والسؤال المفخخ الذي سأله إياه الزميل بتّال حول رأي رؤساء الأندية في رئيس اتحاد القدم، وأنهم لا يستطيعون مخالفته نظرًا للدعم الكبير الذي يجده من وزارة الرياضة ومن وزيرها الشغوف، وهو سؤال يقود لأسئلة متشعبة ومنبثقة منه فهل التناغم بين الاتحاد والوزارة مفيد لتسريع عملية التطوّر وتطابق الآراء والتوجهات مفيد لتكاتف الجهود وتركيزها بدلًا من التشعب والاختلافات التي لا تقود لنجاح مبهر.
في المقابل هل عدم قدرة رؤساء الأندية على الاعتراض مضر بمصالح الأندية وتكريس لمفهوم الرأي الواحد، وفي ذلك تحجيم للأدوار وتعطيل لأذرع التنمية المتمثلة في الأندية ودورها الأساس في ذلك.
الأكيد أن القوس كان صريحًا جدًّا في السؤال ويعي جيّدًا أبعاده وأهميته، وأن المسحل كان ذكيًا في الإجابة دون أن يوضح مفهوم التناغم بالطريقة التقليدية، بل راوغ كما يراوغ الفيلسوف أطراف الخصوم وينهكها.
الهاء الرابعة
فاتنة من شافها ما صد عنها
‏كلها حب ومزاهير وحلاوة
‏كل شيء بالحلا طار وسكنها
‏من حلا الموضة إلى ملح البداوة