|


خالد الشايع
2022 الوجه القبيح لكرة القدم
2022-11-30
أظهرت نسخة 2022 من كأس العالم الوجه القبيح لكرة القدم والرياضة وخاصة في العالم الغربي.
دائمًا ما كان الاتحاد الدولي لكرة القدم يتمسك بمبدأ فصل الرياضة عن السياسة والخلافات الدولية، ليتجاوز عن ممارسات بعض الدول الغربية أو الصديقة لها، ولكن في أول اختبار حقيقي لهذا المبدأ فشل فشلًا ذريعًا، وانكشفت الحقيقة للجميع، حتى قبل أن تنطلق مباريات كأس العالم، عندما قرر استبعاد المنتخب الروسي المتأهل إلى الملحق الأوروبي، بسبب العمليات العسكرية التي تقوم بها بلاده في أوكرانيا، في مزج غريب بين الرياضة والسياسة، فما ذنب المنتخب الروسي ولاعبيه الذين يلعب معظمهم في أوروبا فيما تقوم به حكومة بلادهم، وبغض النظر عن شرعية تلك العمليات العسكرية، كان يرفض محاسبة المنتخب الإيراني على ما يقوم به النظام في بلاده.
عندما احتج الاتحاد السعودي مرارًا وتكرارًا على تصرفات النظام الإيراني ضد الأندية والمنتخبات السعودية كان الرد دائمًا “نحن لا نربط بين الرياضة والسياسة”، اليوم هذا المبدأ الذي كان فيفا يعتبره مبدأ مقدسًا انهار، بعد أن عجزت قيادات الاتحاد الدولي لكرة القدم في الوقوف موقفًا شجاعًا بدك التصرفات الصبيانية لبعض المنتخبات الغربية، سواء بدعم فئات شاذة أو تعليق لوحة حقوق الإنسان، صحيح أنه منع بعض قادة تلك المنتخبات من ارتداء شارة العار، ولكنه عاد وخفف من موقفه، ورزح تحت الضغوط وسمح ببعض التجاوزات.
منذ أن فازت قطر بتنظيم كأس العالم قبل 12 عامًا لم تهدأ الأصوات الأوروبية المعترضة الرافضة تارة بحجة حرارة الأجواء، وتارة بسبب ما يصفونه بـ “حقوق الإنسان” أو حقوق العمال، تعددت الأسباب والهدف كان واحدًا: كأس العالم لا يجب أن تقام في دولة عربية.
ترفض الغطرسة والغرور الأوروبي تجاوز فكرة تفوق العرق الأبيض الذي لا يرى إلا أنه هو الوحيد القادر على تنظيم البطولات الكبيرة.
عندما يفشل الغرب في الحصول على ما يريد بالقوة، فإنه يلجأ لشماعة حقوق الإنسان، تلك الحقوق التي تجاهلها الأمريكان في حربهم ضد العراق، تلك الحقوق التي تتجاهلها إسرائيل أكثر من مرة في الشهر الواحد، تلك الحقوق التي لم يكن يعرفها الفرنسيون والبلجيك والطليان عندما قتلوا ملايين الأفارقة من أجل الألماس.
صحيح أننا سمعنا بعض الأصوات العاقلة، الرافضة للغطرسة الأوروبية، ولكنها قلة، الغالبية يؤيدون موقف الاتحادات الأوروبية غير الأخلاقي.
اليوم وبعد نجاح كأس العالم وتنظيمه، وفشل الأجندات الأوروبية التي تروج للرذيلة، هل سيعتذرون أم أن الغطرسة الأوروبية ترفض ذلك؟