|


الأسطورة ينحني في نفق مظلم بلا وجهة ولا عنوان

رونالدو.. لا تبكِ يا أبتي

صورة التقطت أمس الأول للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد منتخب بلاده الأول لكرة القدم، متأثرًا بالخسارة أمام المغرب بهدف دون رد على ملعب الثمامة في الدوحة، والخروج من ربع نهائي المونديال.. وفي الإطار «الدون» محاصرًا بعدسات المصورين، مع زملائه البدلاء قبل إقصائهم من المونديال أمام المغرب في دور الثمانية لكأس العالم الجارية في قطر (رويترز والفرنسية)
الرياض ـ مقبل الزبني 2022.12.11 | 11:16 pm

لا تبك فأحزان الصغر تمضي كالحلم مع الفجر..
وقريبًا تكبر يا ولدي.. وتريد الدمع فلا يجري..
لا تبك لا يا ولدي..
لكن هذه ليست دموع في الصغر يا بني.. ولا دموع أفراح في الكبر يا أبتي..
من كان يُنتَظر منه اعتلاء منصات المجد، دخل نفقًا مظلمًا لم يكن له من رفيق فيه سوى الدمع.. وما أقساها من رفقة في ليلة وداع لأكبر الأحلام وأغلاها.. النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يعلنها بكل عبرة وحسرة: “الفوز بكأس العالم مع البرتغال كان الحلم الأكبر، والأكثر طموحًا في مسيرتي... للأسف هذا الحلم انتهى أمس”.
من كان يتصور أن أسطورة بقامة وهامة “الدون” يكسره الزمن وتحطمه النهايات الموجعة.. من كان يتوقع أن هذا النجم بلا نادٍ ولا قيمة فنية.
زوج عارضة الأزياء الإسبانية جورجينا رودريجيز، والأب لخمسة أطفال، أصبح في الـ 37 من عمره، بلا وجهة ولا عنوان.
رونالدو لم تشفع له ألقابه الخمسة في دوري الأبطال، ولا كراته الذهبية ذات العدد نفسه، ولا كونه الهداف التاريخي لبلاده برصيد 118 هدفًا في 195 مباراة، في إخراجه من حبس دكة البدلاء في مونديال قطر. ولم يكن مفيدًا العدد الهائل من الألقاب والجوائز الفردية في مسيرته الاحترافية التي بدأت قبل نحو 20 عامًا، تمامًا مثل عدم جدوى أنه صار أول لاعب في تاريخ كأس العالم يسجل هدفًا في خمس نسخ بعد احتفاليته في مرمى غانا في مونديال 2022. بكى رونالدو أمام يوسف النصيري ورفاقه، شأنه شأن الأبطال الذين توجعهم الهزيمة ويؤلمهم الفشل، بدءًا من مارادونا قبل 32 عامًا.. ومرورًا بنيمار، وحتمًا لن يكون ابن البرتغال آخرهم.
تعاطف الملايين مع رجل كان يقاتل من أجل حلمه الأخير، لكن السنين لا ترحم الكبار ولا انحناءهم يا رونالدو.