|


أحمد الحامد⁩
أفراح وأحزان في كأس العالم
2022-12-11
ـ لا أشجع المنتخب المغربي فقط، بل وأحبه أيضًا منذ أن شاهدته في مونديال المكسيك 1986، والمرة الوحيدة التي لم أشجعه فيها كانت في مونديال 1994 وهو يلعب ضد أخضرنا السعودي، أما في مونديال قطر فكنت وما زلت متفائلًا بوجوده.
أمنياتي لـ “أسود الأطلس” في البطولة الجارية، كانت الوصول إلى دور الـ 16، ولو قيل لي قبلها: إنه سيصل إلى دور الأربعة لما صدقت، لأننا بوصفنا عربًا لم نعتد على هذا المركز الغريب والبعيد، ونعدُّ الوصول إلى دور الـ 16 إنجازًا كبيرًا! وحتى بعد مرور ليلة كاملة من فوز المغرب على البرتغال، ما زالت جملة “المغرب في دور الأربعة” لها وقع عجيب، وأكاد لا أصدقها. المغاربة يستحقون ما هم فيه، ووصلوهم إلى هذه المرحلة جاء بجدارة واضحة، وهذا المونديال سلَّط الضوء على حقيقة اللاعب المغربي الحالي الذي يمزج بين المهارة والقتالية، فينتج المستوى والنتيجة. ومع أن المنتخب المغربي في كل مرحلة يرفع سقف طموحنا، لكنه أفرحني في مبارياته السابقة لدرجة أنني لن أحزن إذا ما خسر مباراته المقبلة، وإن فاز وحضر في نهائي كأس العالم، فلن أستغرب، لأن الذي فاز على بلجيكا وإسبانيا والبرتغال في إمكانه الفوز على فرنسا.
آمل أن يمضي بنا المنتخب المغربي إلى ما هو أكثر، وألَّا تكون هناك إصابات، خاصة حارس المرمى بونو، الذي كلما تصدى لكرة خطرة، تذكَّرت مقولة: إن “حارس المرمى نصف الفريق”. لا يمكن لأي منتخب الوصول إلى دور الأربعة دون أن يكون عنده حارس مرمى على شكل جدار، وبونو كان جدار المغرب.
الفوز على البرتغال أشعل الأفراح في الوطن العربي، الأفراح التي أشعلها أولًا الأخضر السعودي، وسنبقى ممتنين لهذا الجيل من اللاعبين المغاربة طويلًا، لأنهم أهدونا سمعة كروية عالية في أهم محفل دولي.
ـ حسب ما فهمت من متابعتي للمنتخب الإنجليزي، فإن له “ديربيين” اثنين خارج بريطانيا، الأول مع الألمان، والثاني مع الفرنسيين، والعكس صحيح. الإنجليز فرَّطوا بفرصة ذهبية، يصعب تعويضها بعد خسارتهم أمام الفرنسيين، لأن منتخبهم الحالي يصعب تكراره بسهولة، وآخر نسخة تشبهه كانت في مونديال إيطاليا 1990، ولو أن إنجلترا تخطت فرنسا، وفازت في المباراة النهائية لحققت كرة القدم عدالتها، لأنه من غير المنصف أن يفوز الألمان بكأس العالم أربع مرات “1954ـ1974ـ1990ـ2014”، وأن يفوز الفرنسيون بكأس العالم مرتين “1998ـ2018” دون أن يحقق المنتخب الإنجليزي البطولة منذ العام 1966، وأقول من غير العدالة لأن الإنجليز لديهم سوء حظ في الخطوة الأخيرة، ما إن يصلوا إليها حتى يتعثروا فيها، خاصةً في ركلات الجزاء التي تتمنَّع على الإنجليز، وكأنها على خصام معهم.
أحزنني قول هاري كين بعد إضاعته ركلة الجزاء الثانية أمام فرنسا “سأضطر للتعايش مع ركلة الجزاء الضائعة طيلة حياتي”. ولو كنت أعرف هاري لاتصلت به وقلت: لا عليك.. امض بمشوارك وابقَ متألقًا.. حتى مدربك الحالي في كأس العالم أضاع ركلة جزاء حاسمة، أخرجت الإنجليز في بطولة سابقة. كرة القدم لا تبتسم دائمًا، وعلينا أن نقبل أحزانها مثلما نسعد بأفراحها.