|


خالد الشايع
السعودية والمغرب.. مقارنة ظالمة
2022-12-14
نفتخر بما حققه المنتخب المغربي من إنجاز سيظل رقمًا صعبًا لسنوات طويلة عربيًا وإفريقيًا، ولكن من غير المنطقي المقارنة بما حققه المنتخب المغربي وما انتهت إليه مشاركة المنتخب السعودي، الذي قد يكون المنتخب الوحيد الذي هزم الأرجنتين، الطرف الأول في المباراة النهائية، فما تحصل للمنتخب المغربي من نوعية لاعبين مؤسسين بشكل مميز، لا يمكن أن يتحقق للمنتخب السعودي الذي في تصوري وصل لأقصى ما يمكن أن يقدمه من مستويات، أما الفوز والخسارة فلها حسابات أخرى وأسباب مختلفة.
فرنسا بلغت الدور نصف النهائي لأن أفضل لاعبي المنتخب الإنجليزي هاري كين طوّح بركلة جزاء فوق العارضة بشكل غريب، كان يمكن أن تمضي إنجلترا التي تملك منتخبًا قويًا لأبعد من ذلك، ولكن حسابات الفوز والخسارة مختلفة، قد يتسبب خطأ مدرب في ذلك، كما فعل تيتي مع البرازيل.
يملك المنتخب المغربي 18 لاعبًا ولدوا وترعرعوا بين فرنسا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا، وغالبيتهم من نتاج الدوريات الأوروبية، وليس الدوري المغربي.
ما بين تشيلسي، وباريس سان جيرمان، وأياكس، وفرق مختلفة من الدوري الإسباني تم تشكيل المنتخب المغربي، هو أمر لا يمكن أن نصل له في ظل السياسات الإدارية العقيمة، التي بدلًا من أن تصدر اللاعبين للخارج، تستقدمهم، كيف فشلت تجربة منتخب الشباب الذي قاده خالد القروني في كأس العالم، على الرغم من خوض أكثر من ستة لاعبين منه تجارب في الدوري البرتغالي؟ بعد بروزهم تم استقطابهم إلى الدوري المحلي بعقود ضخمة، اليوم لدينا تجربة طموحة مع منتخب الابتعاث، أكثر من لاعب بدأ يجد له مكانًا في فرق وأكاديميات أوروبية، والخوف أن ينتهي مصيرهم لما انتهى له عبد الله الحافظ وعبد الله عطيف، عودة عكسية للدوري السعودي.
الإشكالية تكمن في فارق الرواتب التي يمكن أن يحصل عليها اللاعب من الأندية السعودية، وبين ما يمكن أن تدفعه له الفرق الأوروبية الصغيرة، التي تعتبر بداية مشوار أي لاعب، محمد صلاح على سبيل المثال لم ينتقل إلى ليفربول مباشرة من المقاولين العرب بل مرَّ ببازل السويسري، من 25 ألف دولار لأربعة ملايين، قبل أن يصل لـ80 مليون حاليًا.
لن يتحقق ذلك لأي لاعب سعودي ما لم تتدخل وزارة الرياضة، وتدفع للاعبين فارق الرواتب التي يمكن أن يحصل عليها، تمامًا كما فعل الاتحاد الياباني الذي تكفل برواتب ميورا، أول لاعب ياباني احترف في الدوري الإيطالي، وكان بداية الانطلاقة للاعبين اليابانيين في أوروبا، نحتاج إلى تجربة مماثلة.