|


خالد الربيعان
وكيل!
2022-12-25
خلال الفترة الأخيرة، التي تتجاوز الستة أشهر، ظهرت على السطع الكثير من المهاترات الخاصة بوكلاء اللاعبين وعملياتهم السلبية تجاه اللاعبين أو الأندية، لذلك حكمة نقولها في الحياة عامة وكرة القدم خاصة:
أعقد المقارنات.. ثم أضحك من المفارقات!
دعونا ننظر إلى حالنا الرياضي في عصر الوكلاء، ثم أعقبها بنظرة تتبع هذا وذاك في أوروبا، وأنظر لكم المفارقات والمضحكات.. وعن سبب ذلك يا عزيزي فلا تسأل!
في إسبانيا هناك مبنى كامل، ومنظمة لها اسمها، ولها أفرادها وموظفوها ومديروها وخططها من أجل لاعب واحد هو رأس مال الشركة وأملها في تحقيق النجاح في مجال التسويق الرياضي. هذا المبنى بجميع موظفيه يهتم بهوية لاعب عملاق أمام العالم الرياضي كله بأنديته ومنظماته وشركات الإعلان والمستثمرين كطرف جل اهتمامهم في ذلك المبنى عليه فقط، إنه رونالدو.
الاحترافية في دور الوكيل الرياضي أوروبيًّا وعالميًّا، وعن مقابله عربيًّا، يمكننا أن نسود الصفحات تلو الصفحات.. فهناك يكون وكيل اللاعب منظمة تسويقية كاملة، وعندنا يكون الأب أو الشقيق أو الجاهل بعالم الوكالة الرياضية هو المتحدث الرسمي للاعب!
هناك نسمع من «خورخي مينديز» وكيل أعمال رونالدو تصريحًا يقول فيه بعد إحدى المباريات التي شاهد فيها رونالدو حزينًا لا يحتفل بأهدافه بعد تسجيلها: «أعرف سبب حزن رونالدو، فمن يعلم علاقتي برونالدو، يدرك أنها علاقة وطيدة دائمًا».
هنا وفي هذه الأيام رأينا وكلاء على هيئة أخيه أو صديقه ودون أدنى أبجديات إدارة اللاعبين يغربلون صفقات قد تنتهي بإنهاء مستقبل اللاعب ليضع اسمه ومكانته على المحك، أندية كبيرة في حرب إعلامية لا ناقة له فيها ولا جمل!
لا بد أن نعرف دور الوكيل من الأساس الذي أعتقد أن تعريفه غائب عن أذهان غالبية من يقومون بهذا الدور عربيًّا، فالوكيل لا يقتصر عمله على تسويق اللاعب لموسم، وجني الأرباح من اللاعب وكفى، كما لو كان اللاعب عقارًا يتم المتاجرة به حتى يتم شراؤه! بل إن الأمر يتعدى ذلك ليشمل عدة مصطلحات ومفاهيم، منها الاستمرار مع اللاعب، وتعزيز هويته الإيجابية لدى المجتمع، وتسويقه بالشكل السليم.. والمحافظة على الهوية الإعلامية والاحترافية، وسمعة اللاعب، فلا يزج باسمه في صفقات وهمية تشوه اسمه وتهدد مسيرته الاحترافية.
​لا بد أن يضع الوكيل الأرباح المادية جانبًا بعض الوقت، فهناك بعض المواقف التي تستدعي ذلك، وهو أن يضع اسم الأندية وسمعتها في الحسبان، لأن صورته هو نفسه كوكيل للاعبين، ومصداقيته في الوسط الرياضي، تتأثر برأي الأندية فيه، ومدى تصديق إداراتها له، ما يؤثر في التعامل معه إلى نهاية مسيرته!