|


خالد الشايع
مطاردة الحكام في عرف الانضباط
2022-12-28
بعيدًا عن كل الإثارة التي حفل بها ديربي الرياض الذي جمع الهلال والنصر في قمة الجولة العاشرة، والأهداف الأربعة التي تقاسمها الفريقان، والفرص المهدرة من الطرفين، كان كل شيء مثاليًا، إذا تغاضينا عن الخشونة التي لعب بها لاعبو النصر وخاصة البرازيلي أندرسون تاليسكا الذي استحق الطرد بالبطاقة الحمراء مرتين بدخوله الخشن وغير المبرر على عبد الله المعيوف في المرتين، ودخول أيمن يحيى العنيف على كاريلو ومحمد البريك، ربما يكون هذا من الحماس الزائد، ولكن ما حدث من لاعبي النصر تجاه حكم المباراة في مناسبات كثيرة لا يمكن تبريره أو القبول به.
قد يغضب النصراويون، ولكن هل مطاردة الحكم، والاحتجاجات ومحاولات التأثير عليه، بالشكل الذي شاهدناه، في كل لعبة حتى ولو كان على خطأ في منتصف الملعب يمكن اعتباره من الدهاء الكروي؟ بالتأكيد لا، هو أمر غير صحي وممنوع في عرف كرة القدم، ولكن لاعبي النصر استغلوا ضعف شخصية الحكم في محاولة التأثير عليه، وأجبروه على العودة لتقنية الفيديو في ركلة الجزاء الواضحة التي احتسبها، وعاد وأكد قناعته بالقرار.
ينص القانون على منح الحكم أي لاعب يعترض على قرارته بطاقة صفراء، فعلها الحكم مرتين في الديربي، ولكن كان عليه أن يفعلها أكثر، فالضغط على الحكم أمر يستوجب الإنذار، وربما الطرد أن تكرر ذلك، عدا أن هذا الأمر يزيد من توتر اللاعبين، واللعب الخشن، لأجل هذا خرج محمد البريك والبيروفي أندريه كاريلو لاعبا الهلال مصابين.
لا أحد فوق النظام، ولا أحد فوق لوائح الانضباط، ولكن الانضباط نفسها ما تزال خارج الخدمة، للتو صحت من نوم عميق وتذكرت أن هناك شكوى اتحاديه ضد النصر قبل ثمانية أشهر، بعد أن اتهم الاتحاديون إدارة النصر بكشف أسرار قضية منظورة، حسنًا في نهاية المطاف فضلت لجنة الانضباط رفض القضية، ربما للابتعاد عن الضجيج.
أكثر من مرة كتبت عن لجنة الانضباط، وغرفة فض المنازعات، اللتين باتتا من الواضح أنهما غير قادرتين على تطبيق اللوائح على الجميع، منذ أن بحثت الأولى عن مخرج لإدارة الاتحاد مطلع الموسم الماضي في تأخير مستحقات كمارا، ورفضت احتجاج الهلال على حمدي النقاز والذي أكد فيفا لاحقًا صحته، كان واضحًا أن لدينا أيدي مرتعشة فشلت في تطبيق ما هو واضح لديها من لوائح، فكيف ستطبق لوائح أقل وضوحًا، كالتجمهر المبالغ فيها على الحكم، أو اللعب العنيف، من البديهي أنها لن تنجح، وحتى يتغير الحال، ستتكرر مشاهد الديربي التي شوهت جماله.