|


عدنان جستنية
«أدبوهم»
2023-01-28
حاولت بمنتهى البساطة واليسر والروقان بعيدًا كل البعد عن أي تعقيدات لغوية البحث في معجم لغة الصحافة عن عنوان بليغ جدًا يختصر كل ما شاهدته وشاهده ملايين الملايين من المتفرجين في تلك الليلة من إبداع كروي كان الاتحاد بنجومه الكبار “مسلطن” سلطنة “أستاذ ومعلم”، ملقنًا نادي النصر “درسًا” قاسيًا بوجود كريستيانو لن يُنسى في علم وعالم كرة القدم، فلم أجد سوى عنوان “أدبوهم” فهو الأنسب والملائم جدًا جدًا لمدرسة وجامعة اتحادية بسطت نفوذها وقوتها ووجودها بالطول والعرض في درة الملاعب بفن كروي انتهى بثلاثية “سوبر” أهلت النمور للنهائي أمام نادي الفيحاء.
“أدبوهم” لها أكثر من معنى لمن يعرف جيدًا معنى كلمة “الأدب” الراقي جدًا في قاموس مدرسة وجامعة عميد الأندية السعودية، وهذا ما لمسته كحقيقة ظاهرة على أرض الواقع، ومع أول دقيقة للمباراة فلم يكن حجازي وروما وحمد الله وجرورهي وكورونادو وزكريا هاوساوي وبقية زملائهم هدفهم الرئيس هو الفوز فحسب، إنما كانت نظرتهم لها بُعد أدبي وفني أكبر من ذلك، وطموح يتجاوز الفوز والتأهل وكأس سوبر.
لمحت في عيونهم وعبر روحهم القتالية حالة إصرار وعزيمة اجتمعت على قلب رجل واحد، أن تكون لهم “كلمة” قوية موجهة لمسلي آل معمر وبعض الإعلاميين المهتمين بالشأن النصراوي وجماهير “مغررة” ببطولات وهمية، ماذا استفدتم من رفع شكاوى وقضايا، ومن تضليل إعلامي غير الخسائر والهزائم على أرض المعركة وخارجها؟. لسان حمد الله وحجازي وروما وبقية زملائهم يقول اعملوا ما شئتم في المكاتب ومن خلف الكواليس وتعاقدات مع أبرز نجوم العالم، واصرفوا المليارات، فالاتحاد سيظل شامخًا بمبادئه وثقافة الروح الرياضية، وبينكم وبينه “الميدان يا حميدان”، وسيبقى العميد عقدة أزلية أكدتها مواجهة تاريخية انتهت بثلاثية في ليلة ستحتفظ بها ذاكرتكم وأجيال ستتناقلها مع صورة كريستيانو وهدف “حمد الله”، وفرحة غامرة بنجم سوبر اسمه “روماينيو” سطعت نجوميته ليحظى بجائزة رجل المباراة. هذا الانتصار لن تصبح له قيمة ما لم يعززه الاتحاد بفوزه على الفيحاء في نهائي السوبر، الذي سيقام بالغد، فالفيحاء لن يكون صيدًا سهلًا، ولعل فوزه على الهلال، وما قدمه بالموسم المنصرم، دليل دامغ على أن مواجهته لن تكون سهلة على الاتحاد، الذي كان له مواقف مؤلمة بالموسم الماضي حينما خطف منه البطولة. تهنئة وشكر خاص للمدرب القدير النونو الذي غيّر قناعاته في هذه المباراة، وتجاوب مع كل رأي صادق، ولم يتضايق من انتقادات حادة، إنما فتح قلبه لها مستفيدًا منها بما يدل على مقدار “ثقة” النفس التي يتمتع بها.