|


عبدالكريم الزامل
بطل الشتاء و«زعلانين»!
2023-02-07
أنهى النصر الدور الأول لدوري روشن السعودي وهو متصدر الدوري، محققًا اللقب الشرفي “بطل الشتاء”، إلا أن أنصاره يعيشون في صراعات ومماحكات بشأن عناصر الفريق ومدربهم الفرنسي رودي جارسيا، وينغمسون في حالة من السخط بعد آخر مباراة أمام الفتح التي انتهت تعادلًا بمثابة الخسارة.
الحقيقة أن “زعل” النصراويين أمر لا يلامون عليه، رغم تصدر الدوري إلا أنهم غير راضين عن الفريق، لأن لديه أكثر مما قدمه وهذا لا شك له إيجابياته، منها أن الطموح والأمل كبيران في مدرب الفريق ونجومه لتقديم ما يوازي إمكاناتهم، في ظل ما يجدونه من دعم مالي ومعنوي كبير، وعليه كان بالإمكان أفضل مما كان بعد مرور نصف جولات الدوري.
النصراويون لهم حالة خاصة في التعامل مع ناديهم، وهي حالة “عاطفية” تفوق ما لدى بقية الأندية الجماهيرية الأخرى، وهي سلاح ذو حدين، وينطبق عليها المثل ومن “الحب ما قتل”، النصراويون بطبيعتهم عادة تفاؤل بلا حدود أو تشاؤم يصل لأعلى درجاته، لا يوجد توازن في التعامل مع الفريق خلال المنافسات التي تتطلب هدوءًا بدلًا من الصخب الذي يلازم الفريق أينما حل وارتحل..!
هذا “الطبع” أو تلك السجية أو المزاج لا يستقيم مع فريق جماهيري منافس، ما يتسبب في فشل خروج الفريق من الأزمات التي قد يواجهها ومنها أزمته الحالية، ما يتسبب في تفاقمها وخسارة كل شيء في وقت حساس ومهم يحتاج فيه الفريق للدعم وتعزيز الثقة وترك الأمور تسير في مجراها الصحيح، بدلًا من ردود الأفعال المتشنجة والتي قد تؤثر على صاحب القرار الفني أو الإداري في النادي..!
النصر في هذه المرحلة يحتاج الهدوء وترك العمل الفني والإداري للمسؤولين عنه، نعم هناك أخطاء وهناك هبوط في أداء بعض اللاعبين المحليين، إلا أن هذه هي طبيعة كرة القدم ما دام هناك عمل هناك أخطاء في أي مجال، إلا أن كرة القدم تكون فيها الأخطاء ظاهرة للعيان ومتاح نقدها للجميع..!
مدرب النصر جارسيا أخطأ وسيخطئ، وحتى الآن لم ولن نشاهد المدرب الذي لا يخطئ في كل بقعة من بقاع العالم، هذه هي طبيعة كرة القدم، إلا أن تصحيح الأخطاء وتقليلها قدر الإمكان هو المطلوب.
الأندية التي تحقق البطولات وتتواصل إنجازاتها من أهم مقومات ذلك هو الاستقرار الفني والإداري، وهذا مفقود في النصر منذ مغادرة الأمير فيصل بن تركي، حيث رأس النصر خمسة رؤساء وأكثر من ثمانية مدربين في خمس سنوات وأكثر من عشرين عنصرًا أجنبيًّا، وهذه كافية لبعثرة أي نادٍ لغياب الاستقرار عنه..!
وعلى دروب الخير نلتقي.