|


رياض المسلم
«حس يا جمهور».. وأنصف سالم
2023-02-10
“حس يا سالم”.. “ليه ما يغيره المدرب؟!”.. “لاعب مدلل”.. كل هذه العبارات، وأكثر، يرددها بعض جمهور الهلال بحق النجم الكبير سالم الدوسري، وليس من وقت بعيد، بل قبل مغادرته مع الأزرق إلى مونديال العالم المقام حاليًا في الرباط، ويختتم اليوم بلقاء الهلال وريال مدريد، وكان اللاعب المعني في السطور الماضية هو من أوصل فريقه إلى أهم مباراة في تاريخ الأندية السعودية، بعد أن سجل هدفين، وصنع الثالث، في لقاء فلامنجو البرازيلي، وتوّج بجائزة أفضل لاعب في المباراة المليئة بنجوم السامبا..
تابعت لقاء للناقد المصري أحمد عفيفي حول رأيه في سالم، وقال مستغربًا: “هو يحظى باهتمام وإنصاف كبيرين من الجمهور في الخارج أكثر مما يجده في الداخل لديكم، وعندما تأتي مباراة يشارك فيها فإن الكثير يحرصون لمشاهدتها من أجله”..
أذهب نوعًا ما مع ما قاله عفيفي، فسالم بعد مونديال العالم في قطر، وقيادته الأخضر للفوز على أبطال العالم الأرجنتين 2ـ1، كوّن جماهيرية كبيرة خارج السعودية، وأضحى أشهر لاعب لدينا، كيف لا وهو من وضع بصمته في أقوى مباراة خاضها منتخبنا في تاريخه، ولغة الأرقام لا تكذب، وصداها تخطى كل الأوساط، وها هو يكرر الأمر ذاته، وينقل فريقه إلى أهم مباراة في مسيرة الأندية السعودية، ويضع الهلال في مواجهة الريال في نهائي المونديال..
العلاقة بين سالم وبعض الجماهير الهلالية تمرّ بحالة من الفتور بين الحين والآخر، وطلبت بحكم قربيّ منه أن يرد عليهم، ويوضّح وجهة نظره من خلال وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي، لكنه يرفض، ويصر على أن تلك العلاقة أكبر من الوساطة، ويختار أقصر الطرق وهو الملعب..
ما فعله سالم بتحطيمه الأرقام، وتسجيله في كل محفل عالمي يخوضه، وهو لاعب خط الوسط، وليس مهاجمًا، يجعلنا كسعوديين نفخر ونفاخر به، كما يبتهج الأرجنتينيون بميسي، ويتغنى البرتغاليون برونالدو، ويطرب الفرنسيون بمبامي، ويرفص البرازيليون مع نيمار..
لا أجد حرجًا عندما أقول بإن سالم الدوسري هو أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة السعودية، وتخطى بموهبته وإنجازاته وعطائه وأرقامه كل لاعبيّ الهلال السابقين، ولكن لدى البعض غصة في نطق هذه الحقيقة..
وما شاهدته عن قرب فهو لاعب يتمتع بعقلية احترافية، ويرسم طريق النجاح، ويسير عليه لحين الوصول إلى هدفه، ولا يترك للصدفة مجالًا..
لذا.. على الجمهور فقط أن يحسوا به وينصفوه..