|


رياض المسلم
فضية الهلال وكوميديا الصحافة
2023-02-17
تعرّف “الكوميديا” بأنها أحد أنواع الدراما أو شكل مختلف من الفن، وخرج لنا ما يسمى نجومًا في المسرح والسينما أضحكونا كثيرًا طبعًا من يؤدي مهنته باحترافية ويحترمها، فمنذ زمن الكوميديا الصامتة التي قدمها العملاق تشارلي تشابلن إلى السوشال ميديا يظل مفهوم الكوميديا واضحًا ومن ينتسب إليه معروفين من النجوم، ولكن لم نسمع يومًا بمصطلح “صحافي كوميدي”.
للأسف الشديد أن بعض الإعلاميين الرياضيين السعوديين يقدم نفسه بأنه “كوميدي” في وسائل التواصل الاجتماعي، ويلبس عباءة “الطقطقة” مخلفًا في المنشن حربًا بين المؤيدين والمعارضين تاه العقلاء فيها، وتحول حسابه إلى “استاند أب كوميدي” وهو أبعد من ذلك.
من يقدم نفسه على أنه “إعلامي كوميدي” فعليه أن يراجع قواعد الصحافة التي أعتقد أنه لا يعرفها، فهو قفز عليها ووصل، فهناك حقول لمهنة المتاعب وتصنيفات ليس من بينها “باب الكوميديا”.
الهلال يحصل على ثاني أندية العالم بعد خسارته من ريال مدريد الإسباني بخمسة أهداف مقابل ثلاثة في النهائي، وهو إنجاز غير مسبوق من الأندية السعودية ليقابله سيل من الانتقادات المدرجة تحت بند الكوميديا، كونه خسر بخمسة أهداف ومن صحافيين لهم مكانتهم في بلاط صاحبة الجلالة وكم كنت أتمنى أنهم تزحلقوا فيه قبل أن ينالوا لقب “صحافي”.
فضية الهلال العالمية والتي يراها بعضهم من الصحافيين المتعصبين المحليين بأنها الأخير وبريقها خطف بصيرتهم قبل بصرهم، إنجاز فريد ويعكس تطور الكرة السعودية في السنوات الأخيرة، والسخرية منه تنقص من قائلها أو كاتبها ولا تحجب ضوءها، وحتى في الجانب الآخر، ركب بعض الصحافيين موجة الانتقاص من المنجز في حق أندية منافسة كنوع من الرد وهذا فيها الكثير من الإجحاف أيضًا.
أرأف لحال العقلاء في الوسط الرياضي ممن يتابعون البرامج أو وسائل التواصل الاجتماعي كيف ينظرون لحال بعض ممن يسمون صحافيين ونقاد، فلقد تشوهت صور جميلة كانت مرسومة في مخيلتهم بسبب شخبطة هؤلاء.
من وجهة نظري، الهلال قدَّم منجزًا كبيرا والخسارة بخمسة أهداف لا تقلل منه لكن المباراة كشفت أن اللاعب السعودي يحتاج إلى تطوير أكثر ومن عمل الفارق مع الزعيم في هم الأجانب، بسبب احترافهم في بطولات أوروبية، وهو ما يحتاجه اللاعب السعودي، وتابعت المباراة مع أحد المدربين الكبار وتحدث عن أخطاء فنية في الدفاع ومراكز أخرى لدى بعض اللاعبين المحليين “فادحة”. أختم بنصيحة لجدتي رحمها الله، وللجماهير في الوسط الرياضي ممن يتابع الصحافيين الكوميديين.. “اتبع مبكيك ولا تتبع مضحكك”.