|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2023-03-08
ـ مقال اليوم من أخبار العالم الذي نعيش، العالم الذي اعتقدت إمكانية أن تسوده المحبة، لأنها مصلحة الجميع، فلا تقدم ونجاح دون استقرار، ولا استقرار دون محبة، لكني اكتشفت مع الوقت أن اعتقادي كان بعيدًا عن واقع الأمور. الآن كل طموحي في العالم أن يكون هادئًا، أن تختفي أخبار الحروب والنزاعات، وأن تصبح عناوين الأخبار عن الابتكارات، بدلًا من أخبار المعارك في باخموت، أن يكون الخبر الأول في نشرات الأخبار عن نجاح لقاح أو نهاية مرض ما للأبد، بدلًا من غرق المهاجرين في المحيطات.
مُتعب أن تعيش حياتك رفقة أخبار الصراعات بين الدول النووية، وأن يتحول العِلمُ الذي وصل إليه الإنسان إلى أداة قتل جماعي اسمها القنابل النووية. ماذا لو تكاتفت الدول وحاربت الفقر معًا، هل سيبقى جوع على الأرض؟ ماذا لو اتحد العالم من أجل التعليم، هل سيبقى أطفال دون تعليم؟ ما الذي يمنع أن يكون العالم بهذا الشكل؟
ـ آخر الأبحاث العلمية تقول إن الذين ينامون 5 أو 6 ساعات يوميًّا لا يستطيعون التركيز أو التفكير العميق، ويعانون من صعوبة حل مشكلاتهم، وهم أقل إنتاجية بنسبة 19% من الذين ينامون 8 ساعات. أنا أصدّق هذا البحث، بل أعتبره مهمًا جدًّا، لأنه يعزز المثل الشعبي (من زان نومه زان يومه) أي أنه يقضي يومه بمزاج عالٍ، والمزاج العالي يعني يقظة العقل وحركته النشطة. البحث نفسه توصل إلى طريقة للحصول على 8 ساعات من النوم، من خلال الذهاب إلى السرير عند التاسعة مساءً مع إطفاء كل الأنوار، وعلى الذي لا ينجح من المرة الأولى أن يكرر التجربة حتى تنجح. أعتقد أنها طريقة فعالة شرط إطفاء الهاتف الجوال في الوقت الذي يتم إطفاء الأنوار، فلو سألت أحدهم عن السبب الرئيس للسهر لقال: الجّوال وكل ما فيه من سوشال ميديا!
ـ في إحدى الدول الإفريقية اقتحمت امرأة حفل زواج زوجها من امرأة ثانية، وطالبت المرأة زوجها أن يفسّر لها آلاف المرات التي أسمعها فيها كلمات الحب، وإنها أغلى ما في الدنيا، وأفضل وأجمل النساء بالنسبة له، ولماذا كان ينتقد الذين يتزوجون من امرأة ثانية، ولماذا كان يصفهم أمامها بأنهم يعبثون بحياتهم، وأن قلب الرجل لا يمكن أن يحتفظ في قلبه إلا بحب واحد. المرأة قالت إنها على استعداد تام لمغادرة الحفل دون التسبب بأي إزعاج إن اعترف بأن كل ما سبق وعبر عنه من محبة كان مجرد كذب!