|


أحمد الحامد⁩
فرص ضائعة.. ونسيان!
2023-03-14
ملعب كرة القدم يشبه الحياة في الظروف والحظ، وفي النسيان الذي يصيب الجماهير مثلما يصيب البشر في الحياة، النسيان الذي يوازي الجحود، فبعض الناس تنسى من قدّم لها عطاءات يومًا ما، وقد لا تحفظ له إلا هفوة أو خطأً أخطأه، والجمهور في الملاعب قد ينسى عطاء اللاعب وأهدافه لأنه أضاع فرصة واحدة، كانت في توقيت لا يقبل أن تضيع.
متناسين أن اللاعب سجل أهدافًا ما كان لها أن تسجل لولاه، روبرتو باجيو لا يقل وصفه عن الساحر، والساحر في كرة القدم تقال للذي يخرق المعتاد ويأتي بغير المعتاد، وللجيل الجديد أقول يكفي أن تشاهدوا روبرتو باجيو على اليوتيوب عدة دقائق، حينها ستعلمون عن أي ساحر أتحدث. لكن هذا الموهوب بالفطرة تعرض لسوء حظ طويل، ففي 17 يوليو 1994، وأمام 94 ألف متفرج، أضاع باجيو ركلة جزاء في المباراة النهائية أمام البرازيل، فاعتبره العالم أنه اللاعب الذي أفقد إيطاليا الكأس! مع أن هناك لاعبًا إيطاليًا آخر أضاع ضربة جزاء في نفس ركلات الترجيح. الجحود الذي تعرض له باجيو لم يقتصر على بعض الجماهير، بل طال الإعلام الرياضي، فالكثير من لقاءات باجيو لم تغب عنها الأسئلة الأكثر تكرارًا في لقاءاته: هل تتذكر دائمًا ضربة الجزاء التي أضعتها؟ كيف كانت مشاعرك وأنت ترى الكرة خارج المرمى؟ كيف نمت تلك الليلة؟.
في الكرة المصرية هناك قصة لا تبتعد عن قصة باجيو، لا في النسيان ولا في الجحود، ففي 15 أبريل التقى المنتخب المصري مع منتخب زيمبابوي في ليون الفرنسية في مباراة معادة، كان المنتخب المصري بحاجة للفوز. في الدقيقة 65 سدد أحمد الكاس نحو المرمى، ارتدت الكرة من الحارس لترتطم بالأرض، كان مجدي طلبة الأقرب، وبدلًا من التسديد بقدمه وضع رأسه معتقدًا أن الكرة سترتفع بعد ارتطامها بالأرض، خرجت الكرة خارج المرمى لأنها كانت رأسية ضعيفة، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، وخرج المنتخب المصري من تصفيات كأس العالم. إلى اليوم والبرامج الرياضية والجماهير لم تنسَ هذه الفرصة التي أضاعها طلبة، ولو كتبت في اليوتيوب اسم مجدي طلبة لوجدت عشرات الفيديوهات التي تتحدث عن الفرصة الضائعة، وستجد (كباتن) يتحدثون عنها معتبرين أن طلبة هو الذي حرمهم من التأهل، على أساس أنهم لو فازوا على زيمبابوي سيتغلبون على الكاميرون التي كانت تنتظرهم في المرحلة الثانية! زملاء طلبة والجماهير نسوا أن مجدي طلبة كان أحد نجوم المنتخب المصري في كأس العالم 1990، وكان واحدًا من نجوم الكرة المصرية!.