|


د. حافظ المدلج
الرياضة والسياحة
2023-03-17
أعرف كثيرًا من الشبان الذين يسافرون إلى أوروبا فقط من أجل حضور المباريات، ودون شكٍّ، يقضي هؤلاء أيامًا، يزورون خلالها المدينة، ويسكنون في فنادقها، ويتسوَّقون في متاجرها، ويأكلون في مطاعمها، بالتالي ينفقون أضعاف قيمة تذاكر المباريات، بما يدعم اقتصاد تلك المدينة التي قد يُغرمون بها، فيكرِّرون زيارتها، لذا أصبح الاقتصاديون يربطون بين “الرياضة والسياحة”.
قبل عقدين من الزمن، لم تكن “مانشستر ومدريد وبرشلونة” مدنًا سياحيةً، تنافس “لندن وباريس ولوس أنجليس”، لكنها أصبحت اليوم وجهةً أساسيةً، تتسابق شركات الطيران في تسيير رحلات مباشرة إليها بسبب إقبال السياح عليها، الذين يضعون ضمن برامجهم حضور المباريات المهمة للأندية الكبيرة في تلك المدن، ومن هنا تأكدت العلاقة التي تجمع بين “الرياضة والسياحة”.
“اقتصادات المدن” علمٌ جديدٌ، تحدَّث عنه عرَّاب الرؤية ورائد النهضة “ولي العهد”، الذي أكد أنه يخطط لجعل “الرياض” ضمن أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، ومن هنا جاء التركيز على “مشروعات الرياض الكبرى”، وإبداع “موسم الرياض”، وإقامة الفعاليات الرياضية العالمية في “عاصمة القرار”، وجلب “رونالدو” إلى نادي “النصر”، والأخبار المتواترة عن تعاقد “الهلال” مع “ميسي”، فكلها تهدف إلى جعل عاصمتنا وجهةً سياحيةً من خلال الدمج بين “الرياضة والسياحة”.
ولتحقيق هذا الدمج، نحتاج إلى منشآت رياضية ذات بيئة جاذبة، تجعل حضور الفعالية “الرياضية” تجربةً “سياحيةً”، تبقى محفورةً طويلًا في الذاكرة، مثل ذكرياتي في ملاعب العالم الكثيرة التي حضرت فيها مباريات الأندية والمنتخبات العالمية، لذا أكرِّر للمرة المليون، وسأكرِّره للمرة المليار، اقتراحي بإنشاء “ستاد الملك سلمان” في “حديقة الملك سلمان” على “الطراز السلماني”، لأن مدينة “الرياض” تحتاج إلى مزيد من ملاعب المباريات التي تمثل أساس الربط بين “الرياضة والسياحة”
تغريدة tweet:
“الرياضة والسياحة” ضلعان أساسيان من مربع متماثل الأضلاع، تكمله “الثقافة والترفيه”، وتسهم بشكل كبير في تحقيق أهم مستهدفات الرؤية، المتمثِّل في رفع “جودة الحياة”، لذا فالتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية الأربع ضرورة، يستشعرها أصحاب المعالي الذين يرأسون تلك الوزارات والهيئات، ومن هنا نلاحظ الفعاليات المشتركة بين أضلاع المربع التي تصبُّ في صالح المواطن والمقيم، فتُشبع ذائقته بالتنوع الذي يناسب جميع الفئات والأذواق، وهذا الجيل مغبوط لأن العالم أصبح على بُعد خطوات منه في خيارات لا حصر لها، كانت أحلامًا بعيدة عن الأجيال السابقة، وعلى منصات الرياضة والسياحة نلتقي.