للحروب أشكال كثيرة، منها الكروية ومنها الفنية ومنها الغذائية، وجميعها حروب باردة، لكن الإعلام ركز على الحروب الساخنة، كونها إذا اشتعلت تلغي جميع الحروب الباردة.
ولا توجد بلدان متجاورة إلا وكان بينها نزاعات على أصل طبق حلوى أو طبخة معينة، أو حتى إن لم تكن متجاورة، فبعض الأطعمة قد تنشأ في بلد، لكن بلدًا آخر يطورها، وقد تبقى الأمور هادئة حتى تكبر إذا ما أصبحت تجارية وصارت تدر مالًا على أحد الأطراف، وهذا ما حصل بين اليونان والدنمرك، ففي العام الماضي أصدرت محكمة العدل الأوروبية حكمًا لصالح اليونان في ضد الدنمرك، حول حقوق استخدام علامة جبن (فيتا) الشهيرة، وقالت المحكمة أن فيتا تعد من الأطعمة الخاصة بمناطق معينة ويجب الحفاظ على أصولها. اليونانيون يرون أن الفيتا من تراثهم وثقافتهم، وأنهم أول من أطلق على الجبن المملح والمحضر من حليب الغنم أو المخلوط بحليب الماعز اسم الفيتا. لا يعني صدور الحكم أن الدنمرك لن تستطيع إنتاج أجبان الفيتا، لكنها لن تستطيع أن تسميها بالفيتا.
العرب في نزاعاتهم لم يصلوا للمحاكم لغاية الآن، فالنزاع على الحمص بين دول الشام بقي مجرد تصريحات، الفلسطينيون يقولون إن الحمص فلسطيني ولا نقاش في ذلك، بينما يرى السوري أن الحمص سوري، وأن الأمر محسوم، بينما يقول اللبناني: ما بدي ناقش حدا.. الحمص طول عمره لبناني! وقبل أكثر من 10 أعوام حدثت حرب إعلامية بين اللبنانيين والفلسطينيين على أصل الحمص، سميّت بحرب الحمص، وهي حرب محمودة إذا ما قورنت بما حدث بينهم في الحرب الأهلية اللبنانية. بدأت الحرب بمناوشات كلامية عن أصل الحمص بين الطرفين فقام لبنانيون بتحضير طبق حمص بلغ وزنه 2000 كيلو غرام كأكبر طبق حمص في العالم، وجعلوا من هذا الطبق مناسبة للتذكير بأن أصل الحمص لبناني. جاء الرد من صاحب مطعم فلسطيني فقام بتحضير صحن حمص بلغ 4000 كيلو غرام، تحت شعار: الحمص حمصنا. لكن اللبنانيون قالوا بأنهم أصحاب حق، فشنوا هجومًا كاسحًا أنتج طبقًا بلغ 10 أطنان و452 كيلو غرامًا. مازالت الحرب قائمة لكنها هادئة، وأهل دمشق يقولون أن الصراع القائم بين الفلسطينيين واللبنانيين لا يعني أحقيتهم بالحمص، لأن الحمص يعود إلى دمشق تحديدًا. آمل أن تبقى حروب العرب بينهم على هذا المستوى، ومن خلال تجربتي مع المطاعم أقول بأن طرق التحضير هي التي تختلف بين دولة ودولة، أو مدينة وأخرى. تبقى المكونات الرئيسة متاحة للجميع، والشطار هم من يعدونه بطريقة لذيذة، وأجمل حمص أكلته من أيدي رجل مصري، وعندما سألته عن أصل الطريقة التي يعد فيها الحمص أجاب: يا عم ولا أصل ولا حاجة.. هي طلعت معايا كده!
ولا توجد بلدان متجاورة إلا وكان بينها نزاعات على أصل طبق حلوى أو طبخة معينة، أو حتى إن لم تكن متجاورة، فبعض الأطعمة قد تنشأ في بلد، لكن بلدًا آخر يطورها، وقد تبقى الأمور هادئة حتى تكبر إذا ما أصبحت تجارية وصارت تدر مالًا على أحد الأطراف، وهذا ما حصل بين اليونان والدنمرك، ففي العام الماضي أصدرت محكمة العدل الأوروبية حكمًا لصالح اليونان في ضد الدنمرك، حول حقوق استخدام علامة جبن (فيتا) الشهيرة، وقالت المحكمة أن فيتا تعد من الأطعمة الخاصة بمناطق معينة ويجب الحفاظ على أصولها. اليونانيون يرون أن الفيتا من تراثهم وثقافتهم، وأنهم أول من أطلق على الجبن المملح والمحضر من حليب الغنم أو المخلوط بحليب الماعز اسم الفيتا. لا يعني صدور الحكم أن الدنمرك لن تستطيع إنتاج أجبان الفيتا، لكنها لن تستطيع أن تسميها بالفيتا.
العرب في نزاعاتهم لم يصلوا للمحاكم لغاية الآن، فالنزاع على الحمص بين دول الشام بقي مجرد تصريحات، الفلسطينيون يقولون إن الحمص فلسطيني ولا نقاش في ذلك، بينما يرى السوري أن الحمص سوري، وأن الأمر محسوم، بينما يقول اللبناني: ما بدي ناقش حدا.. الحمص طول عمره لبناني! وقبل أكثر من 10 أعوام حدثت حرب إعلامية بين اللبنانيين والفلسطينيين على أصل الحمص، سميّت بحرب الحمص، وهي حرب محمودة إذا ما قورنت بما حدث بينهم في الحرب الأهلية اللبنانية. بدأت الحرب بمناوشات كلامية عن أصل الحمص بين الطرفين فقام لبنانيون بتحضير طبق حمص بلغ وزنه 2000 كيلو غرام كأكبر طبق حمص في العالم، وجعلوا من هذا الطبق مناسبة للتذكير بأن أصل الحمص لبناني. جاء الرد من صاحب مطعم فلسطيني فقام بتحضير صحن حمص بلغ 4000 كيلو غرام، تحت شعار: الحمص حمصنا. لكن اللبنانيون قالوا بأنهم أصحاب حق، فشنوا هجومًا كاسحًا أنتج طبقًا بلغ 10 أطنان و452 كيلو غرامًا. مازالت الحرب قائمة لكنها هادئة، وأهل دمشق يقولون أن الصراع القائم بين الفلسطينيين واللبنانيين لا يعني أحقيتهم بالحمص، لأن الحمص يعود إلى دمشق تحديدًا. آمل أن تبقى حروب العرب بينهم على هذا المستوى، ومن خلال تجربتي مع المطاعم أقول بأن طرق التحضير هي التي تختلف بين دولة ودولة، أو مدينة وأخرى. تبقى المكونات الرئيسة متاحة للجميع، والشطار هم من يعدونه بطريقة لذيذة، وأجمل حمص أكلته من أيدي رجل مصري، وعندما سألته عن أصل الطريقة التي يعد فيها الحمص أجاب: يا عم ولا أصل ولا حاجة.. هي طلعت معايا كده!