|


خالد الربيعان
دجلة والأندية الاجتماعية
2023-04-03
المقال الماضي، كتبت فيه عن دمج الأندية، وتخصيص أخرى للجانب الاجتماعي، وخلق أبطال في الألعاب المختلفة، وفي هذا الجانب تعدُّ الأندية الاجتماعية في مصر “وادي دجلة، والجزيرة، والصيد، والزهور” من أهم الاستثمارات الرياضية في الأندية الرياضية، نظرًا للأرباح الضخمة التي تحققها هذه المؤسسات، إذ كنت في زيارة خاصة إلى مصر بعد دعوة كريمة من صديقي الدكتور مصطفى لزيارة نادي وادي دجلة، ووقفت على ذلك.
اكتشفت نوعًا جديدًا من الاستثمار في عالم الرياضة، وهو الاستثمار الاجتماعي، وهذا أسلوبٌ جديدٌ في الاستثمار الرياضي، إذ كيف لنادٍ مثل وادي دجلة، تخطى عمره 20 عامًا فقط “تأسَّس 2002”، أن يصل إلى مثل هذا الفكر العظيم في مجال الاستثمار الرياضي، ويحقق عديدًا من الأرباح؟! والنادي يتبع إحدى شركات وادي دجلة القابضة، وهي شركة مساهمة مصرية، ويعدُّ ماجد سامي أحد أهم المؤسّسين له، وهو رجل أعمال مصري، ومالك نادي ليرس البلجيكي، وقد استلهم فكرة إنشائه من محمية وادي دجلة التي تحاذي حدود مقر الشركة في المعادي، كما يمتلك النادي عديدًا من الفروع داخل مصر وخارجها. أهم ما يميز نادي وادي دجلة، هي المساحة الكبيرة التي شُيِّدَ عليها، والخدمات التي يقدمها لأعضائه، وقد شدَّني أن الفكرة الأساسية، التي تعدُّ سبب نجاح هذا الكيان، قائمةٌ على الجانب الاجتماعي، فعديدٌ من الآباء والأمهات والعائلات، يجتمعون في أماكن مختلفة، ويجلسون معًا، ويتناقشون، ويلعبون، ويأكلون سويًّا، وهذا جانبٌ مهمٌّ في حياة بعضهم، لأن جزءًا كبيرًا منهم، يذهب يوميًّا للجلوس في النادي، والاستمتاع بممارسة رياضات عدة، مثل المشي والجري، إضافةً إلى دخول “الجيم”، والساونا، والجاكوزي، والملاعب الخاصة بأعضاء النادي، مثل ملعب كرة القدم، والسلة، والطائرة، والإسكواش. هذا ما جعلني أتساءل عن هذه الأفكار الاستثمارية الجديدة التي تأتي بعوائد إضافية، مثل الاشتراكات الشهرية في السباحة، وكرة القدم، وعديد من الألعاب الأخرى. ولك أن تتخيَّل عزيزي القارئ كيف يساعد هذا الكم الهائل من الأرباح السنوية لنادي وادي دجلة من تجديد الاشتراكات داخل الفرع الواحد في زيادة الإبداع في هذا الاستثمار، سواء المالي، أو عبر تقديم أجيال جديدة، تحقق البطولات في الألعاب المختلفة. ولم يكتفِ النادي بذلك فقط، بل وقام بتأجير العلامات التجارية العالمية مقرّات داخله، مثل المطاعم، والكافيهات، وألعاب الأطفال، ما يدرُّ الملايين على خزينة النادي. ما أريد قولة في النهاية: هل نحن في مملكتنا الجميلة مقصِّرون في هذا الجانب، ولم ندرك بعد أن الاستثمار الاجتماعي الرياضي أهم شيءٍ في الأندية من أجل زيادة شعبيتها وأرباحها، والحصول على عوائد أعلى؟!