|


رياض المسلم
«عطر الكلام» ورائحة الإعلام
2023-04-10
الموهبة تظل حبيسة النفس لحين تجد من يحررها ويخرجها روحًا متقدّة تسطع في سمائنا وتنير أرضنا، ومن هنا انطلقت وظيفة “الكشّافين” وهم المفتشون عن المواهب كل في تخصصه، وكم من موهوب اختفت المنحة الإلهية له بسبب مزاجيّة كشّاف أو تحديات واجهته، وفي السنوات الأخيرة تقلّص دور الكشافيّن وأضحى العمل أكثر رسمية في التعرف على المواهب من خلال طرق عدة أبرزها البرامج التلفزيونية.
في برنامج “عطر الكلام” الذي قدمته الهيئة العامة للترفيه كإحدى مبادراتها خلال شهر رمضان شارك فيه 50 ألف متسابق، وجاء اكتشاف المواهب من حقل لم يسلّط عليه الضوء مسبقًا وهما التلاوة والأذان، وما رفع من وتيرة المسابقة انتماء المشاركين إلى 165 دولة.
الهيئة ذهبت إلى حيث لا يتواجد الآخرون، ووضعت منبرًا دينيًا لاكتشاف المواهب من القرّاء والمؤذنين بعد أن خضعوا لاختبارات مكثّفة وتقييم عالٍ من قبل مختصين في المجال ذاته، في وقت لم تكن مثل هذه الأفكار مطروحة بل ومهملة ويكون تنظيمها بصورة غير احترافية لحين جاء “عطر الكلام” والذي عرف مسيّروه كيف يديرونه لتصبح مسابقة عالمية كبرى وتحصد ست شهادات من موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية، إذ سُجلت كأكبر مسابقة قرآن بحسب الدول المشاركة، كما صُنفت أكبر مسابقة أذان، وحصدت رقمًا قياسيًا في عدد المشاركين ضمن تنافسات القرآن، كما سجلت رقمًا آخر كأكبر المسابقات استقطابًا للمشاركين في رفع الأذان، ورقمين قياسيين آخرين بصفتها صاحبة أكبر الجوائز في مسابقات القرآن، وأيضًا مسابقات الأذان بما يقارب الـ 12 مليون ريال.
الأمر المبهج هو أن يقدم في بلادنا منتج فاخر، ويتم تداوله في أرجاء المعمورة، وتتحدث عنه أهم وسائل الإعلام بشكل لائق وتنصفه، وهو ما حدث مع برنامج “عطر الكلام” وتفاعل الصحافة العالمية معه وقبل ذلك الدول الإسلامية جميعًا وكان يفترض ان تتفاعل أكثر وسائل الاعلام المحلية معه.
نحتاج إلى مثل هذا النوع من المبادرات، وأن نكون رائدين فيها، فجميل أن تصبح أكبر مسابقة في التلاوة والأذان تحتضنها بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ونقدمها للعالم أجمع بالشكل اللائق وحتى غير المسلمين يتابعونها وتشكل تأثيرًا جيدًا عليهم ليتعرفوا على الدين الاسلامي.
ونبارك بالطبع للسعودي محمد آل الشريف الذي حقق المركز الأول في فئة الأذان وحصل على مليوني ريال، والإيراني يونس شاهمرادي في فئة التلاوة ونال 3 ملايين ريال، وبقية زملائهما المشاركين في المسابقة.
مثل هذا النوع من المسابقات ولد كبيرًا، ورائع أن يستمر، فلقد ترك أثرًا وتأثيرًا بالغين في الدول الإسلامية والعالمية.