|


رياض المسلم
صنّاع السعادة وعشاق «الحلطمة»
2023-05-26
“الحلطمة” مصطلح درج في أوساطنا في السنوات الأخيرة وهو يناهض الطموح والعمل الدؤوب، ويتحول لسان “المتحلطم” إلى أشبه بمضمار سباقات الـ100 متر، وتجري عليه الكلمات سريعًا ولكن خط النهاية لا يعني الفوز، بل السقوط في وحل الكسل والوهن اللذين يصيبان الشخص العاشق للكلام “غير المفيد” والانتقاد “الفارغ”.
الفرص في بلادنا أصبحت فاردةً ذراعيها لتحتضن أي مقبل على العمل، وطامح في تحقيق مراده، والباحث عن مستقبل أفضل، واتسعت رقعة الاختيار لدى شبابنا المتطلع لترجمة أحلامه إلى أرض الواقع.
أما “المتحلطم” فهو يتحدث عن الفرص لكنه لا يقدم عليها ويكتفي بالكلام، وكأنه ينتظر الفرصة على طريقة الفنان المصري محمد منير الذي قال: “الفرصة بنت جميلة راكبة عجلة ببدال”!!
قصص نجاح كثيرة تمرّ حولنا ونضع لها “ألف لايك”، ليس في العالم الافتراضي السوشال ميديا بل إعجاب في عالمنا الحقيقي لما وصلوا إليه والتحديات التي واجهتهم وتحمل “المتحلطمين” والمحبطين وتجاوزهم لحين نالوا مرادهم وأصبحوا رقمًا صعبًا في المجتمع.
ما دعا إلى طرق باب “المتحلطمين”، هو خبر بثته الهيئة العامة للترفيه بواسطة رئيس مجلس إدارتها المستشار تركي آل الشيخ بمناسبة الاحتفاء بتخريج الدفعة الأولى من برنامجها المكثف للابتعاث الخارجي “زمالة الترفيه”، أحد برامج صنّاع السعادة، ضمن مبادرات برنامج “جودة الحياة”.
وبحسب البرنامج، فلقد بلغ عدد المستفيدين من مبادرة صنّاع السعادة أكثر من 45 ألف مستفيد خلال فترة قصيرة، عبر برنامج الابتعاث، وقادة الترفيه، ورحلة إبداعية حول المملكة، وزمالة الترفيه، إضافة إلى برامج الدبلوم في قطاع الترفيه، والمنصة التدريبية الإلكترونية. ويعتمد البرنامج على تطوير الكوادر البشرية الوطنية في المجالات الترفيهية والاستفادة من الخبرات العالمية المتخصصة في الحقل ذاته ونقل معارفها وخبراتها إلى السعودية، وصولًا إلى الإلمام الكامل بمختلف تفاصيل المجالات الترفيهية التي تركز عليها الهيئة في رؤيتها المستقبلية لتطوير القطاع”. ما سبق ملخص من الخبر و“الترفيه” لم تعد كلمة للترويح عن النفس، بل أصبحت صناعةً مهمة، ورافدًا يدرّ على موازنة الدولة، ورقمًا ينمو في تسجيل الإيرادات لوطننا الغالي، ويفتح فرص عمل جديدة للشباب ومسارات لم تكن موجودة مسبقًا، والأرقام شاهدة على ذلك في السنوات الأخيرة. الجيل الحالي محظوظ بخروجه في زمن متعدد الخيارات، وأبواب مفتوحة لا تحتاج سوى إلى العزيمة والإرادة، وعليهم أن يغتنموا تلك الفرص الذهبية ويتشبثوا بها، ولا يستمعوا إلى “المتحلطمين” أو “المهبطين” ممن يعزز وقت الفراغ لديهم ويقودهم إلى هاوية الطريق بدلًا من الوصول إلى بر النجاح.