ـ هناك من فهم الحياة مبكرًا فاختار أن يكون عملاقًا، وهو الاختيار الأشد صعوبة وتكلفة، والأبعد رؤية في فهم الحياة ومصير الإنسان فيها. لا أعرف صعوبة أشد من أن تكون عملاقًا، لأنك حينها ستبدو مختلفًا عن الأكثرية، ومع تميزك إلا أن اختلافك يحمّلك أشد درجات التضحية واللوم وحتى الاستغراب منك، يحاولون أن يثنوك عما تفعل لأنهم يرونك مختلفًا عما هو سائد، ربما أحيانًا حرصًا منهم عليك، لاعتقادهم بأن ما تفعله يضرك.
صفات العمالقة كثيرة وتظهر مع المواقف الفاصلة بين أن تكون عملاقًا أو لا تكون، هذه بعض صفاتهم فقد تكون واحدًا منهم. إذا تجاوزت الخلاف مع أحدهم ورضيت بالتنازل لمجرد ألا يُقطع الوصل فأنت عملاق، ذلك أن عندك قيمة كبرى للأيام وللعيش والملح، لذا تتجاوز حدود عقله وتوسع آفاق عقلك، لأنك ترى للأخوة والصداقة قيمة أكبر من السبب محل الخلاف.
إن رضيت أن تحوم حولك شبهة الضعف أحيانًا وكنت من الذين يتغافلون لمجرد أنك لا تريد إظهار قوتك فيتأذى الآخر فأنت عملاق. لأنك ترى الطيبة والرحمة هي الأصل وهي المبدأ. إن تحملت الكلمات القاسية والظالمة الموجهة إليك لحظتها فأنت عملاق، فما أكثر الردود التي تستطيع قولها، لكنك تحاملت على نفسك واخترت أن تكون عاقلًا وعاذرًا، وإن كان الآخر بلا عذر وما يمارسه تجاهك لحظتها مجرد جنون.
تفعل ذلك ليس ضعفًا إنما أدب ورفعة وتفهم، تحسب دائمًا أن أكثرهم أضعف من أن يبقوا دائمًا منطقيين، وأن بعض الظروف والضغوط تفعل فعلها معهم.
إن كنت ممن اعتاد التنازل والتسامح فأنت عملاق، لأنك تعمل لمستقبل أجمل له ولك، حتى إن لم تعد العلاقة كما كانت، لكنك أنت من جعلها في حالة سلام، وفي السلام تنمو المحبة أو لديها فرصة للنمو على الأقل، إن كنت تحترم البسطاء وتقدرهم مثلما تحترم البقية فأنت عملاق، لأنك ترى بعين الإنسانية والأخلاق لا بعين المصلحة والمنافع. العملقة حالة لا تجيدها إلا القلة القليلة، لأنها صعبة ومكلفة، لكن العمالقة هم الأكثر كرمًا وشجاعة وتحملًا وصبرًا طويلًا، هم أدركوا أن الحياة ممر قصير، وأنها رحلة لا بد أن تكون رحلة سلام، معاييرها الخير، وأن الإنسان في اختبار مستمر صعب ودقيق. العمالقة عندما يعطون ويسامحون ويصبرون ويتحملون، يأملون أن يصلوا (بعملقتهم) إلى آخر الرحلة، وغالبًا ينجحون.
ـ من آثار القلق أنه يسلب الإنسان راحته ووقته، وهو غالبًا خوف مبني من أفكار سلبية اصطنعها الشخص لنفسه، يقول علي الوردي (في اللحظة التي يبدأ فيها الإنسان بالتفكير في غد يخرج من جنة عدن إلى هاوية القلق).
صفات العمالقة كثيرة وتظهر مع المواقف الفاصلة بين أن تكون عملاقًا أو لا تكون، هذه بعض صفاتهم فقد تكون واحدًا منهم. إذا تجاوزت الخلاف مع أحدهم ورضيت بالتنازل لمجرد ألا يُقطع الوصل فأنت عملاق، ذلك أن عندك قيمة كبرى للأيام وللعيش والملح، لذا تتجاوز حدود عقله وتوسع آفاق عقلك، لأنك ترى للأخوة والصداقة قيمة أكبر من السبب محل الخلاف.
إن رضيت أن تحوم حولك شبهة الضعف أحيانًا وكنت من الذين يتغافلون لمجرد أنك لا تريد إظهار قوتك فيتأذى الآخر فأنت عملاق. لأنك ترى الطيبة والرحمة هي الأصل وهي المبدأ. إن تحملت الكلمات القاسية والظالمة الموجهة إليك لحظتها فأنت عملاق، فما أكثر الردود التي تستطيع قولها، لكنك تحاملت على نفسك واخترت أن تكون عاقلًا وعاذرًا، وإن كان الآخر بلا عذر وما يمارسه تجاهك لحظتها مجرد جنون.
تفعل ذلك ليس ضعفًا إنما أدب ورفعة وتفهم، تحسب دائمًا أن أكثرهم أضعف من أن يبقوا دائمًا منطقيين، وأن بعض الظروف والضغوط تفعل فعلها معهم.
إن كنت ممن اعتاد التنازل والتسامح فأنت عملاق، لأنك تعمل لمستقبل أجمل له ولك، حتى إن لم تعد العلاقة كما كانت، لكنك أنت من جعلها في حالة سلام، وفي السلام تنمو المحبة أو لديها فرصة للنمو على الأقل، إن كنت تحترم البسطاء وتقدرهم مثلما تحترم البقية فأنت عملاق، لأنك ترى بعين الإنسانية والأخلاق لا بعين المصلحة والمنافع. العملقة حالة لا تجيدها إلا القلة القليلة، لأنها صعبة ومكلفة، لكن العمالقة هم الأكثر كرمًا وشجاعة وتحملًا وصبرًا طويلًا، هم أدركوا أن الحياة ممر قصير، وأنها رحلة لا بد أن تكون رحلة سلام، معاييرها الخير، وأن الإنسان في اختبار مستمر صعب ودقيق. العمالقة عندما يعطون ويسامحون ويصبرون ويتحملون، يأملون أن يصلوا (بعملقتهم) إلى آخر الرحلة، وغالبًا ينجحون.
ـ من آثار القلق أنه يسلب الإنسان راحته ووقته، وهو غالبًا خوف مبني من أفكار سلبية اصطنعها الشخص لنفسه، يقول علي الوردي (في اللحظة التي يبدأ فيها الإنسان بالتفكير في غد يخرج من جنة عدن إلى هاوية القلق).