|


رياض المسلم
التلفزيون السعودي.. وجيل «البصمة»
2023-06-17
السنوات الأخيرة برهنت على أننا نقف أمام جيل من شبابنا يملك طاقات كبيرة وفكرًا نيّرًا واطلاعًا واسعًا وشغفًا إلى العمل وهمّة عالية، اكتسبوها من ملهمهم ورائد التغيير في وطننا الغالي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- فسجلت بلادنا بسواعد أبنائها نجاحات أنارت السماء ووصلت إلى الفضاء، فكان السرّ خلف ذلك هو “التمكين” و”الإيمان” بقدرات الشباب ومقدرات الوطن، وأضحينا نفخر بالمنجزات والإنجازات في شتى المجالات..
بالأمس القريب، احتفلت هيئة الإذاعة والتلفزيون بحصول برنامجيها “أغنيلك” و”صنوان” على جائزة الأفضل في مساري برامج الأطفال والثقافية في المهرجان العربي الـ23 للإذاعة والتلفزيون المقام أخيرًا في تونس. وقبلها نالت جوائز عدة في مهرجان الخليج في مملكة البحرين. وعند السؤال عن سر التطور في التلفزيون السعودي في السنوات الأخيرة جاء الرد من القياديين في هذا الجهاز بأنه “التمكين”..
والمتابع للقناتين السعودية وsbc أخيرًا يلمس تطورًا كبيرًا في مخرجات الشاشتين “العتيدة” و”الفتيّة”، وجاء ذلك بسواعد أبنائها من الجيل الجديد والطموح وأيضًا من بعض أصحاب الخبرة الذين تأثروا بروح الشباب وعطائه، فأصبح لزامًا أن يجاروهم أو أبحرت السفينة من دونهم.
والأمر المثير للدهشة أن هذا التغيير الكبير في التلفزيون السعودي لا يزال يقابله إرث يحمله أصحاب زمن “غصب 1” و”غصب 2” والمتمسكون بنظرة الإجحاف وتأثيرهم كبير في الأجيال المتعاقبة لكنهم في الآونة الأخيرة تلاشوا بعد أن ارتفعت أصوات “الإنصاف”..
البعض من الجيل السابق من العاملين في التلفزيون السعودي قد يكون سببًا في عدم تطور مخرجات الشاشة في ذلك الزمن، ومن أهمها إغفال المهنية والاحترافية اللتين يمتلكونهما ولكن لا يستخدمونهما وهنا أقول بعضهم، رغم أنهم يبرزون عندما يعملون في قنوات منافسة، فقد كان همّهم “بصمة الحضور”، بينما الجيل الحالي من العاملين في التلفزيون وضعوا “بصمة الشاشة” أول اهتماماتهم فنجحوا وقدموا لنا عملًا يليق باسم قنوات تحمل اسم الوطن.
الحمل كبير على الصحافي المخضرم رئيس الهيئة محمد الحارثي ونائبه خالد الغامدي وصانع المحتوى والبرامج إبراهيم الفرحان في الاستمرار في العطاء والتمكين بعد أن عرفوا دهاليز التلفزيون وفكوا شفراته ففجروا الإبداع في أبنائه فالمنافسة شرسة..
وأختتم بتغريدة للناقد السياسي العزيز سلمان الأنصاري طالب من خلالها بقناة سعودية ناطقة باللغة الإنجليزية كوننا الدولة الوحيدة في مجموعة العشرين التي لا تمتلك قناة إنجليزية، وكنّا نتمنى استمرار القناة السعودية الثانية التي توقفت في عهد الرئيس السابق للهيئة داود الشريان بهدف التطوير لكنها لم تر النور.