|


أحمد الحامد⁩
مشاهدات يوتيوبية
2023-07-05
- الاقتصادي المعروف طلال أبو غزالة لديه العديد من اللقاءات على اليوتيوب، ربما شاهدتها جميعها أو معظمها، لكن سلسلة حلقات صوتية أعتبرها من أهم حلقاته، لأن نوعية الأسئلة لا تعتمد على آنية الحدث، بل تغوص في أعماقه لتستخرج عصارة تجاربه، إنها أسئلة تصلح لكل وقت وزمان.
في إحدى الحلقات سأل مقدم البرنامج عن مخاطر التعالي وأهمية التواضع كقيمة إنسانية وحاجة عملية، اقتطفت هذا الجزء من إجابته الذي أضاف عليه رأيه عن مصطلح (عاطل عن العمل). (أستغرب أن يكون هناك وصف أو تعريف لشخص بأنه متواضع، نحن كلنا متواضعين لله، ولا أرى سببًا لأي إنسان في الدنيا أن يظن بأنه أفضل من أي إنسان آخر، وقد أكون متطرفًا في هذا الموضوع، فهؤلاء الرجال المسؤولين عن النظافة في الشارع بالنسبة لي أنهم أحسن مني، ومن حسن حظي وسعادتي أني لا يمكن أن أمرّ على أحد الشوارع وفيه عمال النظافة إلا ويلقون التحية لي، معتبرين أني صديقهم، وكثيرًا ما شعرت بالاعتزاز لأن ذلك يحصل معي. قيمة الإنسان هي بما يقدمه للمجتمع، بما يقدمه للناس، لا توجد قيمة للإنسان من نفسه لنفسه، الإنسان الذي يقيم نفسه إنسان فارغ ليس لديه شيء يقدمه. ما يقدم الإنسان من خلال علاقته بالناس وشعوره بأن كل الناس أحسن منه، هكذا هو شعوري، أشعر بأن كل إنسان بالدنيا هو أحسن مني لأنني قد أكون قد أخطأت كثيرًا في حياتي، أما هذا الإنسان يمكن أنه لم يخطئ ولا خطأ، وبالتالي فقد يكون هو أفضل مني مهما كان. لا أعتقد أن إنسانًا في الدنيا لا يصلح للعمل، ولذلك ألغيت من قاموسي كلمة عاطل عن العمل، العاطلون نحن الذين لم نتح لهم فرصة للعمل، لا يوجد إنسان عاطل، هناك من يصلح لوظيفة معينة أو لعمل معين ولا يصلح لعمل آخر، إذا وجدت لكل إنسان العمل المناسب له تجد أنه إنسان صالح ومنتج، إن من أدخل كلمة عاطل على لغة التعامل أساء للبشرية، ليس هناك عاطل عن العمل إنما هناك باحث عن عمل.
- لا حقيقة لأسطورة (زمن الفن الجميل) كل الفنون في جميع الأزمنة لديها ظروفها الجيدة والسيئة. في اليوتيوب هناك حوار أجراه الكاتب المعروف محمود السعدني مع الفنان الكبير توفيق الدقن، يوجه السعدني هذا السؤال للدقن: أنت من مفاخرنا المسرحية، مصر كلها صفقت لك، تألقت في الإذاعة والتلفزيون، لكنك بعد هذا التألق أصبحت أشبه بالماكينة تعمل في الإذاعة والمسرح والتلفزيون معًا، تعمل في كل الأدوار لدرجة أن قيل عنك في الوسط الفني بأنك الفنان الذي لا يرفض شيئًا، لماذا فعلت هذا بنفسك؟ لماذا لم تحدد نفسك؟. اقتطفت جزءًا من إجابة توفيق الدقن الصريحة والمؤلمة (لست مؤمنًا بتخصص الفنان في ناحية معينة في الفن، لو سألتني كم دخلك من عملك المسرحي فسأجيبك بمنتهى السعادة بأنني آخذ 50 جنيهًا، ولكن الـ 50 جنيهًا التي أحترق بها كل يوم كم يتبقى منها، يتم استقطاع 11 جنيهًا، ثم تأخذ الضرائب وتأخذ 12 جنيهًا، ثم يخصم منها بدل سفر. ما يتبقى لصاحب الأبناء الثلاثة والملتزم مع المجتمع بالتزامات خطيره 19 جنيهًا، هل تكفي الـ 19 جنيهًا لأجرة البيت ومصاريفه أم مصاريفي للمسرح وإلا أعمل إيه؟ لست راضيًا عن الكثير من الأعمال التي قدمتها، ولكن ماذا أفعل؟