|


صالح الطريقي
«هذا حمد الله وهذي خلاقينه»
2023-08-09
من الأمثال الشعبية بالشرقية “هذا حسينوه وهذي خلاقينه”، ويقال لرجل عرف بملابسه الرثة التي لا يغيرها، فرغم مضي السنين وتغير الناس إلا أن حسينوه لا يتغير.
وهكذا هو “حمد الله” ينتقل من نادٍ لآخر، ولا يستفيد من تجاربه، أو يغير ملابسه الرثة/ سلوكه، والسبب أنه ما زال محتفظًا بعقل الطفل الذي كانه.
والكل شاهد سلوك الطفل، وكيف هو يعتقد أنه محور العالم/ بيته، وكل شيء ملكًا له، إن جلس أخ/ طفل على حجر والدته/ والده، دفعه وجلس مكانه، لاعتقاده أنهم تعدوا على أملاكه.
إن كان معه لعبة وأخوه/ قريبه معه لعبة يريد اللعبتين، وقس على ذلك فكل تصرفاته تحركها “غريزة الأنانية” التي لم تروض بعد.
وتصرفات الطفل مقبولة لحد ما، لجهله ولأن عالمه صغير ومتطلباته بسيطة ومحتملة، ومع هذا يقص الوالدان أظافر غريزته المتوحشة، ويعلماه أن الحياة ليست أخذًا فقط، ولتعيش مع الناس عليك أن تعطي أيضًا.
لكن “حمد الله” إلى الآن ما زال طفلًا يريد كل شيء لنفسه.
يريد اللعب أساسيًّا، ولن يخضع للنظام، ويجلس على دكة الاحتياط كباقي اللاعبين.
يريد تسديد ضربات الجزاء “في ظل وجود أفضل لاعب بالعالم هذا العام بالفريق”.
يريد رقم “9”، مع أن من مصلحة ناديه أن يتنازل عن الرقم، لتنفيذ شروط عقد أفضل لاعب بالعالم.
ما لم يعبر عنه علانية غيرته من “بنزيما” لأن الجماهير التي كانت تضع “حمد الله” على حجرها، أصبحت تضع ابنها الجديد “بنزيما”، ولأنه لا يستطيع التصريح بهذا بدأت مشاكله، فالابن الجديد سرق أملاكه/ الأضواء منه ودفعه للظل بعيدًا عن “حجر الجماهير” بعد تصدره الهدافين.
و”حمد الله” مهووس بالأضواء، لدرجة أنه وهو يقرأ “القرآن الكريم” والذي من المفترض أن يكون الإنسان خاشعًا، يصور نفسه “بالإنستجرام” بحثًا عن الأضواء/ المديح.
ما يعيب العقل الطفولي أنه ينسى وعوده، فقد زعم أنه وقَّع على بياض للاتحاد “لأنه في رجال بهذا النادي”.
اليوم يطالب رجال الاتحاد بكل عقده الذي قال إنه على بياض.
بقي أن أقول:
إن “حمد الله” فنيًّا من أفضل هدافي العرب، ولكن بعقل طفل، ومن يريد التوقيع معه، يوقع لمدة عام فقط ولا يجدد له مرة أخرى.
فالطفل حين يأتي لمكان جديد، وبسبب مشاكله السابقة، وليقنع نفسه أن المشكلة ليست فيه، يكون مؤدبًا، مع الوقت تظهر شخصيته، فتبدأ مشاكله، لهذا لا تجدد معه، ولا تصدقه إن قال أريد الاستمرار “لأن في رجال بهذا النادي”.