|


عبد العزيز المريسل
أول العرب يسقط وصيف العالم
2023-08-13
ـ نهائي عظيم وجميل شهدته بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال، وقد ازداد جماله كون طرفي المباراة فريقين سعوديين (النصر والهلال) ليكون ذلك تأكيدًا جديدًا على قوة الأندية السعودية على مستوى الفرق العربية (الآسيوية والإفريقية) بعد أن أثبتت قوتها على مستوى الكرة الآسيوية قاطبة، ولا عجب في ذلك فالكرة السعودية الآن لا تنظر لنفسها إلا أمام الفرق العالمية أمثال مانشستر سيتي وريال مدريد وليفربول وبرشلونة وباريس سان جيرمان.
ـ فيما مضى كانت البطولة العربية لا يتابعها إلا أنصار الفرق المشاركة، واليوم أصبحت متابعة من أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا قاطبة بفضل الأندية السعودية التي أصبح صيت مفاوضاتها يغطي على صيت انتقال عثمان ديمبلي من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، وحتى على صيت صفقة انتقال هاري كين من توتنهام إلى بايرن ميونيخ، وطبعًا كل هذا يحدث لأن كريستيانو رونالدو لاعب في الدوري السعودي، وتحديدًا في أحد أندية صندوق الاستثمارات (نادي النصر) فالإضافة التي أضافها كريستيانو لا شك أنها إضافة لا يستطيع أحد أن يحقق ثلثيها إلا ميسي فقط، أما تحقيق مثلها فهذا أعتقد أنه من سابع المستحيلات.
ـ اليوم يقدم لنا نهائي كأس الملك سلمان دليلًا على قوة الأندية السعودية، فالهلال الذي وصل نهائي بطولة أندية العالم أمام ريال مدريد عجز عن المحافظة على تقدمه أمام النصر 1ـ0 الذي لعب بـ 10 لاعبين، فتمكن النصر بفضل التكتيك الذي لعب به مدربه البرتغالي لويس كاسترو والروح القتالية التي ظهر بها لاعبوه من قلب النتيجة إلى فوز مستحق 2ـ1 رغم تأكيدات كثيرين من محللي التحكيم أن النصر له ركلة جزاء لم تحتسب.
ـ إن ما قدمه لنا النصر والهلال وتحديدًا النصر يعدّ درسًا لا بد من وضعه كمثال للأندية التي ترغب في زراعة التحدي في نفوس لاعبيها، فالنصر الوحيد المرهق بدنيًا ولياقيًا، فهو اليوم يسافر للدمام صباحًا ليلاقي الاتفاق مساءً، وهو بذلك يدفع ضريبة تحقيق البطولة العربية التي وصل فيها للأشواط الإضافية بـ 10 لاعبين بعد رحلة اليابان المرهقة.
ـ كل هذا يعطينا انطباعًا عن الروح القتالية التي يلعب بها النصر، والتي تجعلنا نفخر فيها خاصة من اللاعبين السعوديين، فما قدمه نواف العقيدي وسلطان الغنام وعلي لاجامي وعبد الله مادو وعبد الإله العمري ومحمد آل فتيل وعبد الله الخيبري وعبد الرحمن غريب يجعل المحايد يفخر بما قاموا به، مما يعني أن لديهم رغبة لمحو الصورة غير الجيدة للفريق التي ظهر عليها العام الماضي وحقق فيها مركزًا لا يليق بهم بالدوري (المركز الثاني).